الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«روحة» رمضان.. في «أدب العُزلة»

أحُب «عزلتي»!.. وما الجديد في ذلك؟! لطالما بعثت لي الحياة رسائل وجدت إجابتها في «العُزلة».. إنها تساؤلات كان منطقي العقلي لا يجيد الإجابة عنها!.. ففي شعبان من عام 1440هـ مررت بمفترق طرق، حيث وجدتني على حين غرة أحزم أمتعتي وأسافر إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت تلك بداية «العٌزلة الروحية» الجميلة والتي استمرت أسبوعاً!، وقد علمتني الكثير والعميق ولله الحمد.. سافرت بعدها إلى مسقط رأسي «الرياض» حيث أمضيت فيها رمضان.. وعندما كنت أعود إلى الفندق كنت أسأل الله:

ــ يا رب ما السر في هذا الذي يحدث معي؟، وما الإجابة للتجارب التي آلمتني وجعلتني أسافر وأنال شرف العُزلة الروحية؟

وكانت الإجابة تزورني بمرور الأيام، منها: أن الأنبياء والفلاسفة قد اعتزلوا مجتمعاتهم لفترة معينة، عاشوا متأملين ومعتكفين بعيداً عن هموم الدنيا ومشاغل الناس، والعُزلة من شروط المعرفة، ومن عرف الله فقد عرف كل شيء!.


لذلك كانت عزلتي الروحية، ووجدت فيها إجابات عن تساؤلاتي التي أرهقت عقلي، والذي أرحته في شهر ذي الحجة من نفس العام بأن أسلم الأمر لصاحب الأمر سبحانه وتعالى، وأن أقرأ كثيراً وأفهم، ذلك أن «من لا يقرأ فهو خارج التاريخ»، وتلك جملة ذكرها الكاتب نجم عبد الكريم مع عبد الرحمن الديني في برنامج «صناديق العمر»، وقد كان هذا البرنامج صديقاً لي أثناء عزلتي في الفندق بمدينة الرياض، وفيه وجدت بعضا من الإجابة عبر تجارب العظماء.


لقد لاحظت ــ خلال عزلتي ــ أن أغلب الفلاسفة والمفكرين تتطور أفكارهم، وتصل إلى مرحلة تَحُول دون اندماجهم مع عامة الناس!، كعزلة جلال الدين وشمس التبريزي وتلك (عٌزلة العارفين بالله)، وهذا يحدث معنا الآن!.. فنحن في عُزلة وفي روحانية هذا الشهر الفضيل، وتلك من أجمل نعم الله علينا، لذا تأمَّل عزلتك وعِش بروحانية!، وتأمل كلمة (الراحة) ستجدها تتكون من حرفي (ر, ح) وهما حرفا: (التوسع والدهشة)، بمعنى توسع في راحتك وعزلتك واندهش، واقرأ وابدأ من جديد، وتعرف على نفسك، وتأمل معاني الروح والراحة وراحة البال.. رَوّح عن نفسك في رمضان، وادخل إلى تلك العوالم التي بداخلك.. اعرف الله أكثر فمن عرفه عرف كل شيء.