الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الأسرة في زمن كورونا

في ظل ظروفنا الراهنة مع جائحة كورونا، يواجه جميع أفراد الأسر صعوبات كثيرة للتأقلم مع الإجراءات الاحترازية، ومنها الحجر المنزلي، نظراً للانفتاح والأمان السابقَين.. هنا يأتي السؤال: مَن عليه تحويل هذا التحدي إلى فرصة ذهبية في بناء الأسرة، من خلال القول للأبناء «أننا معاً قادرون على تجاوز هذه الأزمة»؟

من منظور التوعية والإرشاد والتوجيه، سواء عن طريق تهيئة المنزل بالإمكانات المتوفرة لسد ثغرة الفراغ الكبير جداً في هذه الفترة، أو وضع برامج منزلية تشاركية تحفز الأبناء على ملء وقت فراغهم بالحجر بما هو مفيد لهم صحياً واجتماعياً، فإننا سنجد الدور يرتكز على فردَين، هما عماد هذه الأسرة، والمحرك والداعم المحوري للحفاظ على الأسرة.. وهما درع من دروع الوطن في زمن كورونا، إنهما (الأم والأب)، فهما من عليهما احتواء الأبناء في ظل هذه الأزمة وتوعيتهم، كما أنهما المسؤولان عن غرس وتعزيز أهمية الالتزام بالتوجيهات الوقائية والجلوس بالمنزل.. وهما من عليهما استثمار هذه الأزمة بتحويلها إلى فرصة لاستعادة ما فقدته بعض الأسر من تواصل صحي ودائم بين أفرادها.

يبدو أن هذه الأزمة خُلقت لتكون فرصة لاستعادة الأسرة مفهومها القديم في الترابط الأسري الوثيق، وهي خطوة لنا في التواصل والانسجام مع أبنائنا عن قرب، والاجتماع معهم لفترة طويلة، وهذا ما يساعد في غرس وتعزيز قيمة التعاون، واستغلال الوقت في الاستفادة القصوى لتطوير مهاراتهم وسلوكياتهم للأفضل.


ومن هذا المنبر ندعو كل أم وكل أب إلى استثمار هذه الظروف الاستثنائية، بما يزيد من قوة تماسك البناء الأسري.. وهنا وجب الشكر لكل أسرة تبذل قصارى جهدها في احتواء أفرادها لتجاوز هذه الأزمة بأمن وأمان.