السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

جهاز التحكم بيدك

الدراما الحقيقية لا نراها على شاشات التلفزة، فهي موجودة في كل حديث وفي كل ساحات وسائل التواصل الاجتماعي، ومتجددة كل عام في شهر رمضان.. أغلب فحواها مبني على نظرة فكرية استباقية للأعمال الدرامية، وهنا يمكن تشخيص المجتمعات من خلال دراسة كل فئة، وما تريد إثباته كأنها في فترة انتخابية، مستغلة ما يُطرح من أعمال.

فئة أولى وهي الأكبر، تنجر دون دراية منها، فطوال حياتنا نسمع انتقادات لأعمال درامية، ومدحاً لما سبقنا، وغداً سيدور نفس الحديث بين أبنائنا يمتدحون ما نراه اليوم، والدائرة تدور بلا تجديد في النقاش، وخاصة من المحافظين الذين ينتقدون الأعمال الدرامية ويتابعونها بدقة للبحث عن هفوات أو حتى شيطنة بعض الفقرات، على سبيل المثال مشهد احتضان أب لابنته في حالة حزن شديد وبكاء، يتحول إلى مشهد جنسي ويُكتب عليه +18، وهذا ما تراه عين الذي نفسه مليئة بالشهوات.

وفئة أخرى تُروِّج لعمل درامي على أنه تطبيع دون أن ترى أو تقرأ القصة، وكأن أصحابها يعلمون ما في الصدور، ويحسبون أن التاريخ ملك لهم وهم يحددون ما يُنشر وما لا يُنشر.


أما العجب، فهو عندما ترى وسماً على تويتر يتهم عملاً ما بالجنون «ولم أره لأني لا أستهوي هذا النوع من البرامج» ومطالبات بإيقافه، ولكن في نفس الوقت هو من أكثر الأعمال مشاهدة، ولكني أعلم أن مع زيادة المتابعين تزيد الأرباح، فمن ننتقد؟ المعلن أم المشاهدين أم البرنامج أم القناة!


المهم، أن يستمتع المرء بما يشاهده، محاولاً الاستفادة، ويكتب رأيه ناقداً أو منتقداً دون حملات ترويجية لمكاسب أيديولوجية، فمن أراد التغيير، فجهاز التلفاز تحت أمره وأمر يده.