الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الحب في فلك الوباء

في عام 1985، نشر الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا مركيز روايته الشهيرة «الحب في زمن الكوليرا»، التي قال حولها: «إن الحب موجود في كل زمان ومكان، إلّا أنه يشتد كثافة كلما اقتربنا من الموت».

الرواية تحكي قصة حب جمعت بين الجميلة «فورمينا»، والشاب «فلورينتينو»، بدأت في سن المراهقة، وامتدت حتى وصولهما سن الـ70، وفي هذا السن تغير طعم الحب ولونه ورائحته، فارتقى وتسامى حتى تحول إلى حالة حب من أجل الحب نفسه.

نحن هذه الأيام ندور جميعاً في فلك وباء كورونا المستجد، الذي منذ البداية علمنا بأنه يهدد كبار السن أكثر من أي فئة أخرى من فئات المجتمع، فتركز اهتمام أفراد كل أسرة بكبيرهم، سواء كان أماً أو أباً أو غير ذلك، وبدأ كبار السن هؤلاء أكثر تنبهاً لصحتهم وحياتهم، والكثير منهم استعاد شريط حياته ليعيد صياغة مشاعره، فركز على الأشخاص الذين مروا بحياته والذين جمعتهم وإياه مشاعر الحب، فزاد منسوب شعور الامتنان لديه، وفي الأغلب تجد كثيراً من الذين مروا ولم يبادلوا الحب قد سقطوا، ولهذه الأسباب صار الكبار أكثر شفافية وسعادة بمن حولهم.


ويبدو أن وصف ماركيز تجسد، ومع الوقت وكِبَر السن تنشأ حالة الحب الصافي الشفاف، وهو ما أسماه «الحب من أجل الحب».


لست أدري إن كان ذلك محض خيال أنتجته مخيلتي أم أنه الواقع فعلاً، أو هو ما أتمنى أن يكون، لأننا في هذه الظروف محتاجون لهذا النوع من الحب، لتستمر الحياة، ولنتغلب على الظرف الراهن الصعب على الجميع.