الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

الوعي المجتمعي

من الطرق الواضحة في قياس تحضر المجتمعات طريقة تصرف الشعوب في الأزمات والظروف الصعبة، فأحياناً ترتفع نسبة الوعي لدى كافة شرائح المجتمع فيتقيد الجميع بالأنظمة والقوانين، دون الحاجة إلى برامج الردع والشدة من قبل المسؤولين، وهذا يعكس حب الناس لبلدانها وقادتها.

وفي جائحة كورنا أظهرت بعض المجتمعات وعياً كبيراً في التعامل مع الجائحة، فتراها تتقيد بالتعليمات والتوجيهات الصادرة من الجهات المختصة، فبمجرد صدور توجيه حكومي تقيد به الجميع في الحال، فالمصير واحد في الأزمات، وقد يؤدي تصرف أرعن من بعض المستهترين إلى كوارث عظيمة جداً، فتذهب الجهود العظيمة أدراج الرياح بسبب تصرف طائش، ودائماً ما نسمع عن الشعوب الغربية أنها شعوب متحضرة متقدمة، ونقوم بجلد كبير لشعوبنا وقد يصفها بعضهم بالتخلف والرجعية ويشيد بالشعوب الأخرى إشادة عظيمة.

ولكن الناس في بلادنا في هذا الظرف الصعب ضربت أمثلة طيبة جداً في التقيد بالتعليمات والتوجيهات الصادرة عن الجهات المختصة، فمن كان خارج المنزل قبل الساعة العاشرة مساء فسيجد أن نسبة تقيد الناس بالبقاء في المنزل في مدة التعقيم الوطني عالية جداً، وكذلك نسبة التقيد بتقليل الخروج من المنزل في أوقات الصباح، بل بعض الأطفال لم يخرجوا من بيوتهم لمدة طويلة في تقيد تام بالتعليمات والتوجيهات، وحتى في نظام العمل عن بعد نجد تقيداً كبيراً من الموظفين بمتابعة أعمالهم وهم في منازلهم.


لقد جربت إلقاء عدد من المحاضرات عن بعد لمجموعة من الموظفين، فاستغربت من حضور عدد كبير منهم للمحاضرة، وتفاعلهم العظيم معها، فهم يتابعون ويطرحون الأسئلة ويناقشون المحاضِر بعد ذلك، وهذا الوعي يجعل دول المنطقة في مقدمة الدول التي أحسنت التعامل مع جائحة فيروس كورونا، والمطلوب منا أيضاً أن نواصل التقيد بالتوجيهات الحكومية.


سيمر هذا الوباء بأقل الأضرار إن شاء الله، ومن جوانب الوعي في مجتمعنا تكاتف كافة شرائح المجتمع في التعاون لتخفيف الآثار المترتبة على الجائحة، فبعض التجار بذل أموالاً كثيرة في أبواب الخير والإحسان، وبعضهم أسقط عن المستأجرين شيئاً من قيمة الإيجار، وبعضهم وضع استثماراته في خدمة الدولة، فهذا الوعي هو المطلوب في هذه المرحلة، وهذه اللفتات توضح للجميع أننا مجتمع متحضر متمسك بقيمه، فهنا كان زايد وهنا رجال وأبناء زايد.