الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

رمضان في زمن البلاء

رمضان في زمن كورونا فيه إبراز لسماحة الدين الإسلامي ويُسْر تعاليمه، نرى ذلك في التعاون بخصوص الصيام من عدمه مع الجهات الأمنية والصحية لمواجهة «كوفيد-19»، فهم أهل الاختصاص في هذه المسألة، فهم أنفعهم في حسن إدارة الأزمات، وقرارهم مُلزِم لكل صائم مسلم، حيث تمت دراسة الموضوع فقهياً وطبياً، وتوصلت إلى أن الخطورة مؤكدة ومحققة.

لنجعل من رمضان بوادر في الخير، لخلق بارقة أمل بانفراجة قريبة، من أجل بعث الثقة بالله في النفس بالدعاء والتضرع، ومحاسبة النفس، ومحاولة استظهار عبادات قلبية عظيمة من الصبر والتوكل على الله، لا بالتواكل وعدم الالتزام، بل التقييد بالإجراءات الوقائية، فهذا هو جهاد النفس بالامتثال بأوامر العلماء والقيادة الرشيدة، والحفاظ على الأمن الصحي لأوطاننا فهو لا يقل خطورة عن الأمن الوطني.

إن تأهيل أرواحنا وعقولنا في هذه المواسم، عامل أصيل في التخفيف من تداعيات هذا المرض، فالروح مثقلة، والنفس تنوء من الهم والحزن، فحبذا إصلاحها في رمضان، وإن تهدئة الأوضاع والطمأنينة والسكينة، والفأل الحسن، ترفع المناعة، وتخفف وطأة تداعيات هذا المرض الجائح.

كما أن رمضان فرصة سانحة لرفع معنويات المؤمنين، من الترغيب في جزيل الثواب وعظيم الأجر في حفظ النفس وصيانتها ومنع الضرر عنها، إذا ما اعتبرناها قربة عظيمة عند الله تعالى، ولذا يجب اتباع تعليمات السلطات الصحية والدينية في نصائحهم وتوجيهاتهم، ‏حتى نبلغ بلوغاً يغير حالنا إلى أحسنها، ويهذب نفوسنا، ويطهر دواخلنا، لكي نخرج بدروس مستفادة وبأقل الخسائر.