الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

شهر الذكرى.. وتجدد الآمال

تحل على الناس يوم الثلاثاء المقبل، ذكرى رحيل الوالد الكبير، المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عن دنيا الفناء إلى دار البقاء، رحمه الله رحمة واسعة؛ ولا صوت هذه الأيام يعلو على صوت كورونا، وتداعيات هذا الفيروس الدولي العام.

مناسبة المرض، ومناسبة الحولية الـ16 للشيخ الوالد، جعلتني أربط الاثنين معاً، بالتعريج السريع على المجال الصحي، الذي كان يوليه رحمه الله اهتمامه الكبير؛ فبعد أن كانت الخدمات الصحية شبه معدومة، باستثناء خدمات فردية من خلال عيادات متناثرة، تغير الوضع جذرياً، وأصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، هدف الآلاف من المرضى من دول مختلفة، فتبوأت الدولة مرتبة متقدمة جداً في مجال «السياحة العلاجية»، وأصبحت مركزاً لذلك عالمياً، والوجهة المفضلة لكل مريض ينشد جودة الخدمات الصحية.

هذا التقدم المذهل، لا شك أنه كان نتيجة للدعم غير المحدود من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، والذي لا يخفى حرصه الشخصي على متابعة مختلف أمور التطوير الصحي، وتوفير الدعم اللازم لذلك، والمفرح والمبشر أن المسيرة في توفير بيئة صحية متميزة مستمرة؛ وليس (كورونا) إلا خير إثبات على أن الغرس الطيب، لا يمكن أن يثمر إلا تفوقاً يحكي عنه العالم كله.


من أبرز دلائل التفوق والتميز الطبي الإماراتي؛ ما تم إعلانه مؤخراً عن منح براءة اختراع لعلاج الالتهابات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، من خلال التقنية التي قام بعملها الفريق الطبي والبحثي في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، والتي تقوم على استخراج الخلايا الجذعية من دم المريض وإعادة إدخالها بعد تنشيطها، والتي تم تجريبها على نحو 80 مصاباً تم شفاؤهم، بفضل الله، بهذه التقنية، التي أضافت إلى رصيد دولة الإمارات من الإنجازات العلمية رصيداً جديداً مهماً، وضعها بها في مصاف الدول السبع الأولى في العالم، التي بدأت علاج مرضى كورونا من خلال الاستعانة بالخلايا الجذعية.


رحم الله الشيخ زايد؛ زرع من قبل، وحصد الناس بعده، وفي شهر ذكراه، ما يمثل بارقة أمل للقضاء على هذه الجائحة، التي أصابت، حتى الآن، أكثر من 3 ملايين شخص في العالم، وجزاه ربي عن شعبه، وعارفي فضله خير الجزاء.