الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ما بعد كورونا

الشوارع شبه خالية حول العالم بسبب جائحة كورونا، وفي بعض المدن استغل الناس المساحات الفارغة لأنشطة مختلفة، فلا أحد، تقريباً، يستخدم الطائرات للسفر، السماء فوق مدن عرفت بتلوثها، لكنها أصبحت زرقاء وصافية وانخفضت معدلات التلوث، مع كل هذا هبطت انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة 5.5% فقط.

كنت أظن أن الرقم سيكون أكبر من ذلك، لكن من الواضح الآن أن نشاط الأفراد لوحده لا يتسبب في معظم انبعاثات الغازات الدفيئة، فالاقتصاد العالمي يعاني من تراجع واضح بسبب الأوضاع الراهنة، ومع ذلك لم تنخفض الانبعاثات كثيراً، لكن الانخفاض كبير مقارنة بالسنوات الماضية وهذا أمر إيجابي لكنه غير كافٍ للتصدي لمشكلة الاحتباس الحراري.

في كثير من نقاشات حماية البيئة والحفاظ عليها هناك تركيز على دور الأفراد وما يجب عليهم فعله، وهذا لا شك مهم لكن دور القطاع الصناعي والحكومات سيكون له أثر أكبر.. جلوس الناس في منازلهم والعمل والتعلم فيها يعني أنهم بحاجة للمزيد من الكهرباء طوال الوقت وهذا يعني الاعتماد على الوقود الأحفوري لإنتاج الطاقة في كثير من الدول، فمصادر الطاقة النظيفة لا يزال أمامها الكثير لتغطي احتياجات الدول.


أن يصبح هواء المدينة نظيفاً لنرى السماء صافية وزرقاء أمر إيجابي بلا شك ويسعدني ذلك، لكن أتمنى من العالم ألا يضيع هذه الفرصة لمزيد من السعي الجاد نحو تقليص انبعاثات الغازات وحماية البيئة أكثر، لأن العالم بحاجة لذلك وسيجبر على ذلك خلال سنوات قليلة ما لم يفعله الآن.