السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

يا «غيث».. أغثنا

مفهوم التكافل الاجتماعي أمر أقرب إلى التقديس في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، نحن نحب الصالحين من البشر ونحمل مشاعر باهظة تجاههم، وحينما ظهر غيث في برنامجه الشهير «قلبي اطمأن» وهو برنامج خيري عرض رسمياً لأول مرة في عام 2018، وحقق نسب مشاهدة وتفاعلات عالية، ولا يزال حتى هذه اللحظة يحصد أعلى المشاهدات، وأعلى إعادة وتداول لمقاطع البرنامج، الذي هو عبارة عن شاب إماراتي، يقوم بزيارة عدد من البلدان العربية المختلفة، ويقدم مساعدات للمحتاجين هناك.

المدهش في البرنامج أن غيث لا يظهر شكله، لا يتفنن في إظهار قدراته الشكلية، وإنما يبدو للمشاهدين شخصية مجهولة، لكن المشاهدين بدؤوا يرتبطون به، وبطريقته المفعمة بالنورانية والتهذيب والأدب الجم وهو يقدم المساعدات للمحتاجين، مصراً على أن هذه المساعدات ليست من جيبه الخاص، وإنما هي مقدمة من جهات متخصصة.

ما إن يظهر غيث أمام أحد المحتاجين، وهو يضع حقيبته الشهيرة على ظهره ويخفي وجهه إلا وبكى المشاهدون، لا يمكن أن تمر الحلقات أمام عينيك من دون أن تدخل في نوبة بكاء، ودعاء لكل من أسهم في هذا البرنامج، ويتساءل الجميع: لماذا لا يكون مجتمعنا العربي والإسلامي مثل غيث؟ ما يقدمه غيث هو معنى المسؤولية الاجتماعية، البرنامج إماراتي لكنه يقدم المساعدات لمختلف بقاع الوطن العربي، يقدمها بحب يفوق التصور، وعطاء يمثل حقيقة الحكومة والشعب الإماراتي الذي درس وتربَّى على نهج الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ألا وهو العطاء من دون مقابل.


البرنامج الخيري لا يحمل طابع تمجيد للنفوذ أو السلطة، وإنما يتغنى بأهمية الوعي لمعنى العطاء ومساعدة الآخرين، إلى جانب عدم استنقاص المحتاجين من البشر.