الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الوحدة وعلامات الاستفهام

ربما يستغرب الكثير من عملية استغناء نادي الوحدة عن العديد من اللاعبين، سواء المميزين أو أبناء النادي والمحترفين وغيرهم، ويتساءل البعض عن أسباب هذه التغييرات، خاصة وأن الفريق لم ينل لقب الدوري منذ عقد تقريباً، كما أنه يمتلك كافة المقومات التي من الممكن أن تقوده إلى التتويج بالألقاب المحلية، ولكن هناك حلقة مفقودة في النادي.

خرجت أنباء عديدة في الأيام الماضية، عن استغناء أصحاب السعادة عن تيغالي وحمدان الكمالي والكوري ريم وعدة أسماء أخرى، وكانت علامات الاستفهام حول الأسباب التي من الممكن أن تدفع نادي الوحدة إلى الاستغناء عن تيغالي، لا سيما بعد حصوله على الجنسية الإماراتية، والتي تتيح للوحدة الاستفادة من خانته في التعاقد مع لاعب أجنبي آخر.

يحسب أولاً للعنابي كنادٍ، التزامه الشديد بمعايير الأمور المالية، ربما يعد هو أفضل نادٍ يطبق هذه المعايير طيلة السنوات الماضية، ويحسب له أيضاً، أنه نادٍ غني بمواهبه ولا يتأثر برحيل لاعب أو غيره، وشاهدنا ذلك في السنوات الماضية، لكن بكل مصداقية، الوحدة عانى كثيراً من عدم التزام الأندية الأخرى بمسألة رواتب اللاعبين والأمور التي حددها اتحاد كرة القدم سابقاً، لذلك تجده يفقد لاعبيه في كل عام وبعدد كبير جداً، بسبب تلقي اللاعبين عروضاً مغرية وفوق الأسعار المحددة بطريقة أو بأخرى.

الجانب الآخر الذي يحسب للنادي، أنه لا يوجد لاعب يمكن أن يكون فوق السقف الموضوع للرواتب، وفي حالة مطالبة اللاعب بمبالغ أكبر من قيمته الفنية، تجد الوحدة مستعداً لفتح الأبواب له بكل بساطة من أجل البحث عن نادٍ آخر، وهو ما حدث كثيراً.

لكن النقطة الأهم، إلى متى سيستمر العنابي في تطبيق هذه الاستراتيجية، في ظل عدم التزام بعض الأندية الأخرى بسقف الرواتب، وخرق البعض الآخر لميثاق الشرف والمبادئ بشكل مستمر، ونأمل أن تجد هذه النقطة وقفة من قبل اتحاد الكرة، بما يسهم في الحفاظ على حقوق أنديتنا جميعها سواسية، ويقلل من الصرف البذخي كذلك، ونأمل أن تتعامل الأندية بمنطق مع عقود اللاعبين سواء المحلين أو الأجانب، وأن تصرف ميزانياتها بشكل مثالي.