الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أمل.. وتفاؤل

قال الله تعالى في محكم التنزيل: (فإن مع العسر يسراً، إن مع العسر يسراً)، لذلك قيل: «لو دخل العسر جحر ضب، لدخل عليه اليسر فأخرجه»، انطلاقاً من هنا، علينا أن نستبشر خيراً مهما كانت الظروف صعبة (سيجعل الله بعد عسر يسراً)، فالموفق من يفوض أمره إلى الله، خاصة في الشدائد والأزمات، فهو بعد بذل كافة الأسباب لا يكثر التذمر والشكاية، بل يكون على يقين تام بأن من توجَّه إلى الله فرج عنه، ولطف به، وحفظه وحماه.
وهذه هي حال النبي عليه الصلاة والسلام، ففي حادثة الهجرة اشتدت الأمور، وخرج القوم في طلب سيد الثقلين صلَّى الله عليه وسلَّم، فيقول لأبي بكر الصديق بثبات وطمأنينة: «ما ظنك باثنين الله ثالثهما»، ويقول أيضاً: (لا تحزن إن الله معنا)، وعندما يتواجه مع كفار قريش في غزوة بدر، يقوم عليه الصلاة والسلام داعياً متوجهاً إلى الله، فهو الذي يجيب دعاء المضطرين، فينصره الله نصراً عزيزاً عظيماً، فما أجمل الطمأنينة والثبات في أوقات الأزمات، وما أقبح أن يكون الإنسان صاحب قلب ضعيف متخاذل متردد في أوقات الشدة، فيتفرق عزمه وباله وفكره ويتشتت ذهنه، فيصدق كلام أهل الإرجاف والتخذيل، وهذه حال أهل التردد والوسوسة.
ولنعلم جميعاً، أننا إذا بذلنا الأسباب، فعلينا أن نكون على يقين تام «بأن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفت الصحف»، فهكذا تمر الأزمات بسلام وطمأنينة ويقين، بإذن الله تعالى، وهذا ما نحتاج إليه حتى تنجلي جائحة كورونا، فلنكن على يقين بأن البلاء سيزول بحول الله وقوته، والشدة سترتفع، فعلينا أن نصبر الأيام اليسيرة وسنجد الخير بحول الله تعالى، ولنحذر أشد الحذر من تصديق الشائعات أو الاسترسال مع الوساوس والأخبار المظلمة، فربنا كريم ولطيف وهو أرحم الراحمين، وإن صدقنا في التوجه إليه، فسنجد الخير العظيم، والبشائر الجليلة، ونحن في هذه الأيام المباركة الفضيلة علينا أن نحسن الظن بالله، فهو الذي بيده الخير، فاللهم يا كريم ادفع عنا البلاء والوباء.