السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

بيوتنا.. مساجدنا في رمضان

في هذا الشهر الفضيل، ولحماية الإنسان من هذا الوباء معنوياً ونفسياً، نحن بحاجة لجرعات إيمانية مشبعة بالاتزان الروحي، لكي نتجاوز تأثيراته النفسية.

لطالما لعبت الأزمات الطارئة والكبرى دور العامل المساعد في التغيير ضد ما قد نرفضه من مظاهر اجتماعية، وعادات وممارسات ليست من العبادات التي يألفها المسلم في أوقات الطاعات، مثل عدم استغلال أوقات في الاستغفار والدعاء والذكر وطلب المغفرة، أوقات يكون فيها مزيد فضل وكثير أجر.

إن كل الآثار المحتملة من جائحة كورونا تعتبر تحديات دينية وأخلاقية للمسلمين، للتحول نحو نمط حياة مختلف على كل المستويات، كأن تكسبنا عادات أخلاقية لم نألفها، مثل تدريب الجوارح على أن تصوم، وكسر الكثير من العادات الاجتماعية -الزيارات والسهر والسفر- غير الحميدة، ومحاسبة النفس، وإعادة ترتيب أفكارنا وأولوياتنا، واستشعار رمضان بكامل روحانيته دون انشغال بمظاهره الكثيرة، وكل هذا كفيل بأن يبعث الاتزان النفسي والروحي، ويخفف الكثير من ضغوطات هذه الأيام.

إن قدسية المساجد تتجلّى كونها «بيوت الله»، وهي حلقة الوصل بين المرء وخالقه، وهي من الشعائر المكانية، كزيارة المسجد المكي أو المدني، وهي المعالم التي جعلها الله لعباده لينالوا ثوابه بتعظيمه.

إن تعليق صلاة الجماعة في المسجد لا يعنى إلغاء صلاة الجماعة نهائياً، فتأثير الفيروس على الشعائر الدينية لن يطال الصيام والصلاة بحدّ ذاتهما، لكن بإمكاننا أن نجعل بيوتنا مساجد، وقبلة نتوجه بها إلى الله.

وإن ثمرة الصوم في زمن الأوبئة أن نجعل بيوتنا أماكن للعبادة والطاعة، وأن نتعاون على الحملات الخيرية، فالمحك في أزمنة المحن هو أن تظهر وتمتحن قيمنا الإيمانية، ومدى فاعليتها واستقرارها، وقياس تعظيمك لشعائر الله يعتمد على تقواك، ومدى وهجه وألقه واستقراره في النفس مهما كانت الظروف الطارئة.