الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الطيران زمن كورونا

عندما حلّ الضيف الثقيل «كورونا» على عالمنا فرض علينا قواعد الحجر الصحي، وقيّد حركة تنقلاتنا إلا للضرورة القصوى، وأوقف تقريباً كافة الرحلات الجوية في ظل فرض الدول إجراءات صارمة لوقف تفشي الفيروس، ليصبح بذلك قطاع الطيران ضمن أكثر القطاعات تضرراً من تداعيات الوباء.

هذا ما جعل صناعة الطيران تواجه أكبر أزماتها منذ هجمات 11 سبتمبر2001، فهذا القطاع الذي يضم 65.5 مليون وظيفة حول العالم، من المتوقع أن تصل خسائره بسبب كورونا إلى حوالي 314 مليار دولار خلال عام 2020، فيما هناك 25 مليون وظيفة مرتبطة بالقطاع مهددة، منها 1.2 مليون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فقد فرضت الظرفية الحالية على العديد من شركات الطيران خفض الوظائف وتسريح عدد من العمال، وفي أحسن الحالات تخفيض أجور الطيارين والعاملين، وسط توقعات باستمرار تداعيات الجائحة على قطاع الطيران لمدة 3 سنوات، على الأقل.

هذا الوضع المتأزم دفع بعض شركات الطيران إلى اللجوء للحكومات من أجل الحصول على دعم يمكنها من العودة إلى العمل، ورغم كلفة الدعم العالية فلن يكون لدى الحكومات أيّ خيار سوى إنقاذ هذا القطاع الحيوي.


ومع ذلك، لا يعني هذا عودة القطاع كما كان قبل الجائحة، فالأمر يتطلب مواجهة مجموعة من التحديات على رأسها عودة الثقة للمسافرين، خاصة أن الإغلاق المفاجئ للأجواء عرض آلاف المسافرين حول العالم إلى المكوث خارج أوطانهم، ومنهم من لا يزال عالقاً تحت ظروف صعبة جداً.


بالإضافة إلى ذلك، فإن قطاع الطيران مطالب بوضع سياسات وإجراءات لطمأنة المسؤولين والمسافرين والشركاء.

بهذا الخصوص، ومن بين الأمور المطروحة للنقاش: إجراء فحوصات الدم، ورش المسافرين بالرذاذ المُطهر قبل الرحلات، وفحص أمني آلي كامل لأمتعة الركاب دون تدخل العنصر البشري، الحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي بين الركاب بترك مقعد خالٍ بين كل راكبين.

لكن يبدو أن ضمان تحقيق هذا الشرط الأخير لن يكون سهلاً، ففرض التباعد الاجتماعي على متن الطائرة يعني ارتفاع تكاليف تذاكر السفر من أجل تغطية تكاليف تشغيل الطائرات بما قد يصل إلى 54%، ما دفع بعض الشركات إلى البحث عن حلول بديلة لتجنب تخفيض سعتها، منها تصميم نظارات وأقنعة وقفازات وألبسة واقية.. لقد فرض كورونا على العالم قواعد جديدة تحتم على الجميع ابتكار حلول من خارج الصندوق.