الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

من واجبنا.. حمايتهم

من أكبر المعضلات والقضايا الاجتماعية والتربوية الشائكة، التي باتت تؤرق الأسر والاجتماعيين والحكومات على المستويَين الجنائي والأمني، هي: قضايا انزلاق الشباب وطلاب المدارس في آفة الإدمان أو العنف، ولا ريب أن الإدمان قد يدفع بالمتورط به إلى العنف اللاإرادي والعنف الممنهج، بمعنى أن يصبح المدمن أداة في يد أخرى توجهه لتنفيذ ما تريد.

تنشئة الأبناء بلا شك، اليوم، أضحت من العمليات التي تحفها العديد من التحديات والمخاطرعلى الصعيد الأسري والاجتماعي والتربوي، والآباء ليسوا بمنأى عن الذنب في حالات جنوح الكثير من الأبناء إلى الإدمان أو الانحراف السلوكي.

فالمسؤولية مشتركة وواجبة، وتبدأ من لحظة ارتباط الأبوين، بأن يعرف كلاهما مسؤولياته وتبعات مؤسسة الزواج، وما يترتب عليها من حقوق وواجبات، وذلك بمعرفتهما كيفية بناء أسرة آمنة وشروطها، وما هي واجبات الأبوين تجاه أبنائهما، وما هي المخاطر المحتملة التي قد تعترض مراحل نموهم وتنشئتهم؟ لأنهم القدوة لأبنائهم، بدءاً من اعتناق الأفكار إلى آداب الطريق وطرق التعامل والتواصل مع الآخرين.


ومن ثم يأتي دور القائد الفكري: «المعلم ـ الأب»، ودور الجار الصالح المؤتمن، وخطيب الجامع والصحبة السوية الصالحة، فضلاً عن دور مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة في توفير مناهج تعليمية متوازنة وإعلام رصين غير منحاز، يُعْنى بالشباب وبقضاياهم واهتماماتهم وأفكارهم، ودورالثقافة والآداب الإنسانية في إعلاء قيم الخير والحق والجمال وفي تهذيب ذائقة الأفراد، ودور الجمعيات التي تُعنى بمواهب الشباب واستثمار مواهبهم وتنمية طاقاتهم الإبداعية، التي تحفزهم على الابتكار والإنتاجية.


لا توجد عصا سحرية في تربية الأبناء أو حمايتهم من الانحراف، بل هناك مسؤوليات وواجبات وأدوار يُكمل بعضها بعضاً.