الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

رمضان.. الطعام والهوية

هويتنا هي مجمل السمات التي تُميَّزنا عن غيرنا، تشكل الهوية عدة عناصر، تتحرك ديناميكياً بحيث يبرز أحدها أو بعضها أحياناً، وتبرز عناصر أخرى في مراحل أخرى، وفي الأنثربولوجيا « يظل الطعام في كل المراحل هو أحد العناصر الثابتة في تحديد هوية شعب ما عن غيره.

ربما تتفقون معي بأن شهر رمضان يمثل معرضاً مفتوحاً للأطباق الأصيلة والتراثية، وهو إلى جانب ذلك يستعرض أطباقاً من ثقافات الشعوب الأخرى كشكل من أشكال التنوع، وتزداد في عصرنا هذه الحالة في التّجَسُّد، وذلك بسبب توفر وسائل النشر والتواصل من خلال شبكة الإنترنت، والرابح هي الثقافة التي يتبنى أفرادها مسؤولية نشر أطباقهم من خلال القنوات والمواقع المختلفة، وانتشار أطباق الشعوب، يحقق هدفاً سياحياً ناجحاً، لأنه يخاطب غريزة هامة لدى السائح الذي يسعى وراء متطلباتها، وهي غريزة المأكل، فمن منا لا يسعى لتناول أفضل الأطعمة أينما حل.

وربما يعجب البعض عندما يعرف أن انتشار المطاعم الفرنسية في دول العالم، ومراقبة آلية الطبخ والتقديم وطقوسه وتنوعه، وحتى أسماء الأطباق، يخضع لإشراف وزارة الثقافة الفرنسية، وذلك نتيجة قناعة القائمين بأن الأطباق الفرنسية تمثل جزءاً من الثقافة الفرنسية، لذلك وجب مراقبتها ومتابعتها حتى تقوم بدورها في رسم الصورة الذهنية المميزة لدى شعوب العالم حول فرنسا.


في الظرف الراهن مع أزمة كورونا والحجر الصحي، تصاعد الاهتمام بتنوع الأطباق بين شوربات ومقبلات وأطباق رئيسية وحلويات، فقد أصبح الطعام شكلاً من أشكال التسلية في فترة الحجر.. ولرمضان دورٌ كبير في الإبقاء على ملمح هام في هويتنا، وهذا يُضاف لدوره الروحي والديني.