السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

إطعام الطعام.. وواجب الشكر

ذكر علماء التاريخ والأنساب أن جد النبي، صلى الله عليه وسلم، (هاشم) كان اسمه عمرو، وإنما لقب بهاشم لأنه كان يهشم الثريد للحُجاج، ولكم أن تتصوروا شدة كرم هذا الرجل الذي كان يطعم الثريد في ذلك الزمن.

في حجة الوداع نحر النبي، صلى الله عليه وسلم، 100 من الإبل، والجمل فيها يكفي لإطعام 100 شخص، و100 من الإبل تكفي تقريباً لإطعام 10 آلاف فرد، لذلك كان لإطعام الطعام فضل عظيم عند الله، فالإسلام يحثنا جميعاً على هذه العبادة الجليلة.

وفي صحيح البخاري باب بعنوان: إطعام الطعام من الإسلام، حيث أورد البخاري تحت هذا الباب حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن رجلاً سأل النبي، صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»، وفي حديث آخر يقول، عليه الصلاة والسلام: «اعبدوا الرحمن وأطعموا الطعام وأفشوا السلام تدخلوا الجنان».


وفي شهر رمضان المبارك يشتد الترغيب في إطعام الطعام وتفطير الصائمين ففي الحديث الصحيح: «من فطّر صائماً كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء».


وفي إطعام الطعام إظهار لجانب التعاون والتراحم بين كافة شرائح المجتمع، والتراحم إن وجد في أي مجتمع فهو من علامات الخير، وأما إن فكر الإنسان في نفسه فقط، ولم يبال بالفقراء والمساكين والمحتاجين فعليه أن يراجع نفسه ويعالج قسوة قلبه.

ومن الجميل أن يتعاون الناس على إطعام الطعام في أوقات الأزمات والشدائد، وهذا ما لمسناه مع جائحة فيروس كورونا، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» حملة لإخراج 10 ملايين وجبة طعاماً للفقراء والمحتاجين، فاتحدت كلمة الناس من كافة الطبقات على هذا العمل الخيري العظيم، فتحقق الهدف المنشود وزيادة، وهذا كله من فضل الله علينا، فالحمد لله على نعمه وفضله وكرمه، والشكر بعد ذلك موصول لصاحب المبادرة وزوجته الكريمة المحسنة الشيخة هند آل مكتوم، والشكر لكل من أسهم في هذه الحملة الخيرية النبيلة، والتي عكست قيم مجتمع دولة الإمارات وأخلاقه الكريمة.