الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

أخلاق المسلم زمن الوباء

منذ بداية انتشار فيروس كورونا المستجدِّ رفعت المؤسَّسات الدينيَّة شعار حفظ النفس، وقدَّمته على جميع المصالح الدينيَّة والاعتبارات الاقتصاديَّة، فالإسلام بسموه الأخلاقي حثّ على طرق لاكتساب الأخلاق من العبادات، سواء بالصيام أو بالحجِّ، من أهمها الالتزام بالسمع والطاعة لولي الأمر، والتقيد بتوصيات العلماء والأطباء الثقات، والمؤسسات الرسمية للدولة فهم صمام الأمان لأي المجتمع، وقرارهم مُلزِمٌ لكلِّ مواطن، كما أفتى العلماء بأنّ الالتزام بتعليمات الوقاية من العدوى أو عدم التجمع هو «واجب شرعي».

هناك جملة من الممارسات اللامسؤولة تنقص أو تضيع أجر الصيام في رمضان في زمن يتبدَّى أن «كورونا» يوزّع الرعب والقلق بسخاء، ولا يحمل بين طياته الأخبار السارة، لأن هناك نوعاً من البشر المستهترين بأرواح الآخرين، بعدم التزامهم بالإجراءات الاحترازيَّة أو التقيد بالعادات الوقائيَّة اللازمة، أو عدم الامتثال للضوابط القانونيَّة الملزمة في هذه الفترات الحرجة، قد يتسبب غير الملتزمين بالحجر الصحي في تبديد الجهود المضنية التي تبذلها الدولة حيال السيطرة على الوباء.

إن الغايات المرجوَّة من العبادات هي تهذيب النفس، وصوم الجوارح عن كلِّ المعاصي ورفع قيمة الأخلاق، فالصيام ليس بحرمان مما لذَّ وطاب من الطعام، بل إن الحكمة من فرض الصيام مجاهدة النفس في كل الأحوال.

إذا أردنا أن نخرج من رمضان بذنب مغفور، وعتق من النيران، والفوز بالمغفرة والرضوان، فعلينا الابتعاد عن كلِّ ما يبطل الصيام من الأقوال الباطلة، والأفعال المحرمة التي تجرح الصوم، كما يجب على الصائم الصبر والتحمُّل على الأوضاع الحاصلة، وتقويم سلوكه، والتخلي عن عاداته المضرة زمن الوباء من موائد سحور أو لقاءات عائلية، وتجمعات احتفالية، وقد تم تحديد الموقف الشرعي من قبل العلماء، لكي يرتقي المسلم بأخلاقه إلى مقام «لعلكم تتقون»، فهو جوهر الصوم وغايته.