ما معنى أن تنهار علاقة طويلة عند أول خلاف؟قبل الإجابة عن السؤال هذا، يجب أن نعلم أن العلاقات الصحية ترتكز على ثلاثة عناصر: الوضوح، النوايا الطيبة، والتوافق القيمي، ومتى غاب أحد هذه العناصر أصبحت العلاقة عرضة للانهيار في أي لحظة.في الظروف العادية تسير الأمور على ما يرام، فالشخص الذي يجالسك لفترات طويلة، ويضحك معك، ولا يمر يوم دون أن تراه أو تحادثه هاتفياً، تظن أنه صديق مقرب، لكن عندما تتعارض المصالح قد يتغير كل شيء!والزميل الذي يحيك معك المؤامرات ضد الخصوم المشتركين، تظنُّ في لحظة غفلة أنه متضامن معك، وتفسر سلوكه بأنه مؤشر قوي على قربه منك، ومحبته لك، لكن عندما تسوء الأوضاع، وتصبح أنت الخصم، قد تتفاجأ به يتآمر مغ غيرك ضدك!والإنسان الذي يتوافق معك في الفكر، ويتفق معك في آراء كثيرة تظن بمرور الأيام أنه رفيق درب، لكن إذا لم يرافق هذا التوافق الفكري توافق قيَمي، يجعلكما تؤمنان بالقيم ذاتها وتثبتان على المبادئ نفسها، فإن انهيار الرفقة محتمل في أي لحظة، لأنه من الوارد جداً أن تحافظ على احترامك لشخص يختلف معك في رأي أو فكرة، لكن الصعب أن تحافظ على احترامك لشخص يختلف معك في قيمة أو مبدأ.لذلك كله، إذا حدث أن انهارت علاقتك بشخص كنت تظنه صديقاً مخلصاً بشكل مفاجئ ولسبب تافه، تأكد حينها أن العلاقة من الأساس كانت هشَّة.
الخروج من الحجر.. أسبابه ورهاناته

إعلامي ومحلل سياسي فرنسي من أصل مغربي مقيم في باريس، حاصل على دبلوم المعهد الفرنسي للإعلام والصحافة في باريس، كاتب افتتاحيات في عدة منابر إعلامية، يتداخل باستمرار على قنوات التلفزة العربية والفرنسية.
23 مايو 2020
20:27 م
سؤال وجيه تطرحه بعض الأوساط الإعلامية والسياسية، نصه: لماذا فتحت بعض الدول الأوروبية باب الخروج من الحجر الصحي، وهي تعلم جديّاً أن كابوس وباء كورونا لم ينتهِ بعد، وأن عودته لحصد الأرواح احتمال وارد.
وراء هذه الخطوات تقف ثلاثة أسباب رئيسية دفعت إلى رفع نسبي لقيود السجن الاجتماعي، الذي حصر فيه صانع القرار الأوروبي شعبه تخوّفاً من الجائحة، وإيماناً منه أنه السبيل الوحيد الذي يملكه لمحاربة هذا الوباء ويحد من تأثيره القاتل.
الأول اقتصادي محض، إذ بموازاة الحجر الصحي توقفت ماكينة الإنتاج الاقتصادي، وشُلّت قطاعات حيوية كانت تشغل الملايين وتدر على الدولة سيولة كثيفة من المداخيل، كما أنه تطبيقاً لهذا الحجر، أُرغمت الدولة على توفير جزء من مداخيل عمال القطاع الخاص في سابقة تظهر استثنائية اللحظة التي تمر بها هذه المجتمعات، حيث قامت الدولة بدور الراعي للحاجات الأساسية للمواطن، مقابل خضوعه التام لشروط الحجر الصحي، و مع مرور الأيام، تبيَّن أن فاتورة هذا الوضع ستكلف الدولة ميزانية عملاقة، ناهيك عن المقاولات التي قد ترغم تحت ضغط هذه الحقبة الخطيرة على التخلي عن عمالها، وربما إقفال أبوابها نهائياً والتسبب في ركود اقتصادي.
السبب الثاني له علاقة بالتداعيات الاجتماعية لهذا الوضع، الذي بدأ يتسبب بتدهور معنويات المواطن غير المتعود على العيش تحت نظام حجر صحي شبيه بسجن اجتماعي، وقد حذَّرت بعض الأوساط العلمية من أن أمراضاً اجتماعية قد لا تقل خطورة وفتكاً من وباء كورونا قد تتولد لدى المواطن، الذي لا يرى نوراً في نهاية النفق المظلم، وتمت الإشارة إلى شريحة المسنين وضعيفي المناعة الاجتماعية الذين قد يسرع هذا النمط من العيش في فقدانهم عِوَض حمايتهم من العدوى.
السبب الثالث، الذي يشرح هذا التوجه نحو الوفع التدريجي لقيود الحجر له علاقة بالقناعة القوية التي تسيطر حالياً على الأوساط الطبية التي تقدم استشارتها لمراكز القرار السياسي، وهذه القناعة تقول: إنه في غياب لقاح أو علاج لوباء كورونا، فإن هذه المجتمعات تواجه حالياً خياراً واحداً، هو التعايش مع هذا الفيروس لمدة طويلة، وأن الحياة ما بعد الخروج من الحجر ستفرض عليها إجراءات احترازية للتعامل مع هذا الوباء، وهذا العامل دفع بالسلطات السياسية لاتخاذ قرار الخروج ما دام وجود الوباء أصبح حقيقة مفروضة ومستدامة.
وراء هذه الخطوات تقف ثلاثة أسباب رئيسية دفعت إلى رفع نسبي لقيود السجن الاجتماعي، الذي حصر فيه صانع القرار الأوروبي شعبه تخوّفاً من الجائحة، وإيماناً منه أنه السبيل الوحيد الذي يملكه لمحاربة هذا الوباء ويحد من تأثيره القاتل.
الأول اقتصادي محض، إذ بموازاة الحجر الصحي توقفت ماكينة الإنتاج الاقتصادي، وشُلّت قطاعات حيوية كانت تشغل الملايين وتدر على الدولة سيولة كثيفة من المداخيل، كما أنه تطبيقاً لهذا الحجر، أُرغمت الدولة على توفير جزء من مداخيل عمال القطاع الخاص في سابقة تظهر استثنائية اللحظة التي تمر بها هذه المجتمعات، حيث قامت الدولة بدور الراعي للحاجات الأساسية للمواطن، مقابل خضوعه التام لشروط الحجر الصحي، و مع مرور الأيام، تبيَّن أن فاتورة هذا الوضع ستكلف الدولة ميزانية عملاقة، ناهيك عن المقاولات التي قد ترغم تحت ضغط هذه الحقبة الخطيرة على التخلي عن عمالها، وربما إقفال أبوابها نهائياً والتسبب في ركود اقتصادي.
صالح البيضاني
منذ ساعتين
السبب الثاني له علاقة بالتداعيات الاجتماعية لهذا الوضع، الذي بدأ يتسبب بتدهور معنويات المواطن غير المتعود على العيش تحت نظام حجر صحي شبيه بسجن اجتماعي، وقد حذَّرت بعض الأوساط العلمية من أن أمراضاً اجتماعية قد لا تقل خطورة وفتكاً من وباء كورونا قد تتولد لدى المواطن، الذي لا يرى نوراً في نهاية النفق المظلم، وتمت الإشارة إلى شريحة المسنين وضعيفي المناعة الاجتماعية الذين قد يسرع هذا النمط من العيش في فقدانهم عِوَض حمايتهم من العدوى.
السبب الثالث، الذي يشرح هذا التوجه نحو الوفع التدريجي لقيود الحجر له علاقة بالقناعة القوية التي تسيطر حالياً على الأوساط الطبية التي تقدم استشارتها لمراكز القرار السياسي، وهذه القناعة تقول: إنه في غياب لقاح أو علاج لوباء كورونا، فإن هذه المجتمعات تواجه حالياً خياراً واحداً، هو التعايش مع هذا الفيروس لمدة طويلة، وأن الحياة ما بعد الخروج من الحجر ستفرض عليها إجراءات احترازية للتعامل مع هذا الوباء، وهذا العامل دفع بالسلطات السياسية لاتخاذ قرار الخروج ما دام وجود الوباء أصبح حقيقة مفروضة ومستدامة.
الأخبار ذات الصلة
عبدالله النعيمي
منذ ساعتين
منى الرئيسي
منذ ساعتين
جاسب عبد المجيد
منذ 6 ساعات
لبنى الهاشمي
منذ 7 ساعات
عبدالله المهيري
منذ 9 ساعات
فرح سالم
منذ يوم
محمد جاسم
منذ يوم
جاسب عبد المجيد
منذ يومين
فرح سالم
17 يناير 2021
عماد أحمد العالم
17 يناير 2021
سارة مطر
17 يناير 2021
د. عبد العزيز المسلم
17 يناير 2021
د. مجيب الرحمن
17 يناير 2021
فاطمة اللامي
17 يناير 2021
عز الدين الكلاوي
17 يناير 2021