الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

وقفة.. بعد رمضان

مرّ علينا شهر رمضان المبارك والظروف مختلفة تماماً، فلا أظن أن الأمة مرّ عليها شهر رمضان في ظروف تشابه وضعنا مع فيروس كورونا، ولكن من نظر إلى المسائل بنظرة إيجابية تمكَّن من استغلال الفرص، فملازمة المنزل بسبب التعقيم الوطني أو الحجر المنزلي أفادت عدداً من الناس في قراءة أجزاء كثيرة من القرآن الكريم، فبعضهم يختم القرآن كل 3 أيام وبعضهم في أقل من ذلك، فالفراغ نعمة عظيمة، إن أحسن الواحد منا استغلال وقته، وكثير منّا كان يتمنى أن يفطر مع أولاده في السنوات الماضية، وفي هذه السنة تقاربنا أكثر مع أولادنا وأسرنا، وهذا جانب إيجابي جميل، بل صرَّح بعض الآباء قائلاً: لقد تعرَّفت إلى أولادي أكثر.

وفي هذه السنة شعر عدد كبير من الناس بأهمية عمل الخير ومساعدة المحتاجين، فهم يرون بعض الآثار المترتبة على جائحة كورونا، فهبّ الناس في أبواب الإحسان والبر وضربوا أروع الأمثلة في ذلك، ومن أوضح الأمثلة على ذلك، الحملة الخيرية التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لإخراج 10 ملايين وجبة، فيسَّر الله ذلك، ومن تأمل في أسئلة الناس عن الزكاة والصدقة، علم تماماً أن إقبال الناس على العطاء يختلف تماماً هذه السنة.

وفي شهرنا الفضيل رأينا أكثر الناس قد تقيَّدوا بالأنظمة والقوانين، طاعة لله ثم طاعة لولاة الأمر، وهذا أيضاً جانب إيجابي عظيم يضاف إلى الجوانب الأخرى، والمطلوب منّا بعد شهر رمضان وبعد انحسار جائحة كورونا قريباً، إن شاء الله، أن نواظب على هذه الجوانب الطيبة، فنكثر من العبادات والطاعات تقرباً لله، فالأوقات تتسع، بل قد يضيع وقت كثير على أمور لا تستحق، وعلينا أيضاً أن نستمر في البر والرحمة والعطاء بعد الشهر الفضيل، فكم من إنسان رسم البسمة على وجوه المئات من المحتاجين والفقراء، فذهب ماله في الخير وبقي له الأجر المدخر عند الله تعالى، وبعض أهل الإحسان يحرص على الأعمال الخيرية التي يستمر أجرها ولا ينقطع فهؤلاء يُغبطون على حرصهم واجتهادهم.


وبعد شهرنا، علينا أن نحرص على التلاحم الأسري، فالأسر المفككة قد تؤدي إلى مجتمع يعاني من مشكلات كثيرة جداً، والمجتمع المترابط مع ولاة أمره عصيٌّ على المفسدين والمخربين.