السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

محبة الناس.. والسقف

كثيراً ما تساءلت عن الهدف الأسمى، الذي يتوق إليه كل إنسان في هذه الحياة، ويبذل من أجله كل غالٍ ونفيس؟.. لا أُخفيكم سراً مدى صعوبة الحصول على إجابة شافية ووافية لمثل هذا السؤال الوجودي.

ربما تكون الرغبة في الحصول على حب الناس وتقديرهم ولفت انتباههم هو أحد الأهداف السامية، إن لم يكن الهدف الأسمى المنشود الذي يلهث وراءه كلّ إنسان، أياً كان الطريق الذي يسلكه للحصول عليه، وما السعي واللهاث خلف الشهرة إلا لنيل حب وإعجاب وتقدير الآخرين.

صحيح أن السعي خلف توفير المطالب المادية من أجل تحسين المستوى المعيشي مطلب أساسي، لكن ما يزيد على ذلك ويزيد على الحاجة فهو غالباً من أجل الوصول إلى مكانة مرموقة يُشار إليها بالبنان، وتكون محل الإشادة والإعجاب والحصول على الحب المنشود.


ثم ما غاية كل كدح وسعي في هذا العالم؟ وما هدف الجشع وطلب الثروة والسلطة والتفوّق؟ «.. هكذا تساءل عالم الاقتصاد الأسكتلندي آدم سميث»، وبعد دراسة وبحث وتحرٍ توصّل إلى بعض الأجوبة لتساؤلاته عن غاية الإنسان في هذا العالم، من ذلك قوله: «أن نكون تحت أنظار الآخرين وموضع عنايتهم، أن نُلاحَظ بعين التعاطف والرضا والاستحسان.. إن الرجل ذا المكانة والتميّز ترقبه عيون العالم كلّه.. الجميع في لهفة إلى رؤيته، فنادراً ما تصدر عنه لفظة أو إيماءة وتلقى الإهمال».


خلاصة القول: إن السعي نحو حياة أفضل ونيل محبة الآخرين أمر محمود لا غبار عليه، شريطة أن يكون هناك سقف لهذا الأمر، حتى لا يصل إلى إدمان محفوف بالمخاطر.