الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

مع سبق الإصرار

هناك العشرات من القصص والتجارب المريرة أبطالها لاعبون ومواهب خسرتهم كرة الإمارات تحت تأثير المغريات المالية، بعد أن أصبحت المادة هي كل شيء والهاجس الأول للاعبين، ومعها لم تعد مسألة المواهب ذا أهمية طالما أن هناك أندية تعمل جاهدة للتفريخ، وأخرى تملك القدرة المالية للشراء بأعلى سعر، دون أي اعتبار لحجم الاستفادة من تلك التعاقدات التي تؤدي إلى تكديس اللاعبين وحفظهم في الثلاجة حتى تنتهي صلاحيتهم، أو تتخلص منهم قبل تاريخ الانتهاء بأسعار زهيدة، والمسألة لا تنتهي عند هذا الحد طالما هناك أندية صغيرة همها المال، وأخرى تملك المال وتسعى للكسب السريع والمريح بأي شكل من الأشكال، وفي النهاية الخاسر الأكبر كرة الإمارات ورياضتها التي تم اتهامها بأنها لم تعد ولادة وتفتقر للمواهب، بينما الواقع مختلف في ظل وجود من يقتل تلك المواهب مع سبق الإصرار والترصد.

هناك أمور كثيرة غائبة عن العديد من إدارات الأندية التي تسلط بوصلتها على مخرجات الأندية الصغيرة من اللاعبين الشباب، فالأندية الكبيرة تعيش أجواء المنافسة على جميع البطولات والجبهات، والصراع بين اللاعبين لحجز مقعد في التشكيلة الأساسية، يتطلب مقومات خاصة يصعب توافرها في اللاعبين الصغار وإن كانوا يملكون الموهبة، ووجود مدربين كل تركيزهم الفوز وتحقيق البطولات لا يفتح المجال أمام أولئك اللاعبين الشباب لإظهار مواهبهم، لأن تركيز المدربين منصب على اللاعب الجاهز وصاحب الخبرة، ومعها تقل فرصهم في المشاركة إلا في مناسبات قليلة أو مع فريق الرديف، وبالتالي يقل عندهم الحماس ويسيطر عليهم الإحباط إلي أن ينتهي بهم المطاف، إما بإعارتهم لأندية أخرى وإما بالخروج من الباب الخلفي، والبحث عن مكان آخر يتنفسون فيه هواء كرة القدم الذي حرموا منه بسبب مغريات المال.

كلمة أخيرة

في أوروبا يتسابقون لاستقطاب اللاعبين الموهوبين بهدف الاستثمار، هناك يجيدون أسلوب التسويق بينما نحن نتقن أسلوب التكديس وهذا هو الفارق بيننا وبينهم.