كورونا.. الموجة الثانية

حذرت منظمة الصحة العالمية والعديد من العلماء والأطباء من موجة ثانية أعنف لجائحة فيروس كورونا الخريف المقبل، والتي ستترك أثراً عميقاً ‏على الاقتصاد والمجتمعات وربما بعض الأنظمة السياسية.

لقد ساد الاعتقاد أن الإصابات ستتراجع بشكل كبير خلال فترة الصيف بسبب ارتفاع درجة الحرارة التي ستقضى على الفيروس وفاعليته، بالإضافة إلى إجراءات الحجر التي اتخذت في معظم دول العالم، لكن اتضح أن ارتفاع درجات ‏الحرارة لم يقضِ على الفيروس الذي تضاعفت الإصابات به في الدول ذات المناخ الحار، في المقابل حققت بعض الدول نجاحاً كبيراً في تحجيم انتشار الفيروس لكنها لم تقضِ عليه تماماً.

وبدأت الدول التي ‏سيطرت على انتشار الفيروس بالعودة إلى معظم مظاهر الحياة الطبيعية قبل الجائحة وصولاً إلى فتح الحدود والمطارات للسفر، وتزامن ذلك مع قيام الدول التي فقدت السيطرة على انتشار الفيروس أو احتوائه والتي تبنت سياسة مناعة القطيع بالعودة أيضاً إلى الحياة الطبيعية بما فيها بعض مظاهر السياحة والسفر.

إن العودة للحياة شبه الطبيعية في الدول التي سيطرت على الفيروس، خصوصاً دول أوروبا الغربية، سيساعد في سرعة إعادة انتشاره مرة أخرى، وهو ما نبهت إليه منظمة الصحة العالمية مراراً، فنحن نعيش في عالم مُعولم ترتبط دوله اقتصادياً بطريقة شبه عضوية، كما ألغت تعاملاته المالية الحواجز والحدود بين الدول، ما يعني أن احتواء الفيروس لا بد أن يكون عالمياً وليس إقليمياً أو وطنياً، ولربما ستدق الموجة الثانية أبواب أوروبا قبل هذا الخريف.