الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

التكنولوجيا.. ومستقبل التعليم

يفرض علينا الواقع أنماطاً تعليمية، حيث يعتمد فيها الطالب على نفسه أكثر من أي وقتٍ مضى، باستخدام التقنيات الحديثة التي يجب ألا تعزله عن العالم، بل تكفل له تفاعلاً وانغماساً أكبر في الدرس.

إن هذا يتطلّب دمج أدواتنا التقليدية بأدوات تكنولوجية متطورة ضمن منهجٍ مرن يستوعب هذه الأدوات، بحيث يمكن تطبيقها في المدرسة والمنزل، وحين نتحدث عن التكنولوجيا هنا فنحن لا نعني الحواسيب الآلية وشبكة الإنترنت فحسب، بل تقنيات متطورة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، وكل ما يمكن أن يقدّم وجبات معرفية تحفّز البحث والانغماس في التعلم الذاتي المستمر، فكيف لنا أن نخلق هذه الحالة التي تشبه انغماس الأطفال واليافعين في ألعاب الفيديو؟

لا شك أن العبء قد ازداد مؤخراً على أولياء الأمور والمعلّمين لعدم اعتيادهم على نمط التعليم عن بُعد، وهو عبء يمكن تخفيفه في حال استطعنا إعادة تعريف مفهوم «الطالب» و«المعلم» ودور كل منهما، فهل سيظل الطالب معتمداً على المعلّم أو ولي أمره؟ وهل يمكن للمعلّم أن يلعب دور «الميسّر» خارج الفصل لو فقد سلطته التقليدية داخل الفصل؟ وهل يمكن للطالب أن يحصل على معلّم واحد للمادة أم أكثر من معلّم من أي مكان بالعالم؟ وهل لدينا الوسائل التقنية اللازمة؟ ثم هل لدينا المنهج التفاعلي الذي يشبه «الرحلة المثيرة» التي سيسارع الطفل إلى استكشافها فور استيقاظه صباحاً؟


سنحتاج بلا شك إلى تهيئة أنفسنا مادياً ومعنوياً لإعادة تصميم مسارات تعليمية باستخدام وسائل تعليم وتقييم متطورة تتماشى مع مهارات سوق العمل مستقبلاً، عبر الاستثمار في الأبحاث العلمية التي ترصد أنماط التعلّم باستخدام التكنولوجيا المتقدمة.