السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«العبارات التحفيزية».. وقوة العقل الباطن

في مرحلة طفولتي المبكرة، خلال فترة ثمانينيات القرن الماضي، كنت ـ مثل أبناء جيلي ـ أتابع بحب وشغف مسلسل الرسوم المتحركة الياباني «نحول ـ بشار»، الذي أنتج عام 1970 للكاتب الياباني «جينزو توريومي»، وتمت دبلجته إلى العربية من قبِل تلفزيون الكويت في حلقاته الأولى، ثم دبلج بالكامل من قبل مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك.

في حلقاته الـ71 كانت تبهجني رسائل «الأمل» والإرادة التي أسمعها بصوت «فلاح هاشم»، وهو يقول: «ابحث يا بشار ولا تيأس»، وغيرها من العبارات والجمل التحفيزية المبهجة، التي قد تصنع يومنا وحياتنا وتعطينا دافعاً لإكمال مسيرتنا وقصص نجاحنا وإن كانت بسيطة!

والمفارقة العجيبة أن هذا المسلسل الكرتوني كان موجهاً لجميع أفراد العائلة، وهنا يكمن «ذكاء» الكاتب، حيث استطاع أن يبعث الأمل فينا إلى الآن، مع أنه قد مرت عقود على مشاهدتنا لهذا المسلسل الكرتوني «التحفيزي» العميق، ولأنهي الحديث عن مسلسل «نحول ـ بشار» الكرتوني، أذكر هنا أنه كان يساعد من حوله ليتخطوا الصعوبات.. ولإكمال المسيرة مهما تعثرت بهم الحياة، وبذلك تعلموا وأصبحوا ناضجين في الخبرات الحياتية، وفي هذا السياق علينا أن نكون متأكدين أننا كلما ساعدنا الآخرين في هذه الحياة، سيكافئنا الله سبحانه وتعالى، ويسخر الكون لك بإذنه.


وبما أنني أتحدث عن «روح الأمل والعبارات التحفيزية» سأختم المقال بتأثير الجمل والكلمات على صحتنا النفسية، ففي كتاب «علم اللغة الإيجابية»، والذي قام بتأليفه مجموعة من المتخصصين في علم النفس وعلم الأعصاب الإدراكي، ذكر المؤلفون أن للكلمات تأثير كبير على عقولنا، بل إنها تحدد مسار تفكيرنا وردود أفعالنا، وبالتالي تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية.


وكما نفهم تأثير العقل اللاواعي أو الباطن الذي يعتبر محرك العمل الذي يتحكم بأفعالنا وأقوالنا بنسبة عالية جداً

حيث يقول عالم النفس الأمريكي ويليام جيمس:» إن القوة التي تحرك العالم كامنة في عقلك الباطن»، حيث يتصف عقلك بذكاء مطلق وحكمة عالية، وأي شيء تطبعه في عقلك الباطن فإنه سيبذل جهوداً جبارة لتحقيق هذا الانطباع في الواقع العملي سواء كان هذا الانطباع الذي تبنيَّتَه إيجابيّاً أو سلبيّاً، لذلك راقب «كلماتك» عندما تخاطب ذاتك والآخرين، وتأكد أن الكلمة الطيبة صدقة.