الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

ما أغرب رواد التواصل!

قال لي: «أعجب من جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، المعروف بجمهور السوشيال ميديا، حيرني ما يستهويه، وما لا يجد لديه قبولاً»، هذا ما قاله صديقي المثقف، الذي يحرص على نشر ما يحترم عقلية المتلقي، إذ يتأكد من المعلومة في أكثر من مرجع قبل أي طرح، كما يعرض تجاربه، سواء في الندوات أو المهرجانات أو المشاركات الفكرية، وأحياناً يرفق الصور التي توثق أو توضح، لكنه لاحظ أن جمهور السوشيال ميديا ليس له منهجاً أو نمطاً يمكنه من توقع ردود أفعاله، فهو قد يتوقع إقبالاً، فلا يجده، وقد ينشر ما يشبه العبث فيجد الإقبال، أمر محير! الأمر لا يقتصر على صاحبنا، بل هذا يحدث معنا جميعاً، فعلى سبيل المثال: تحدث عن عمل شارك فيه، فتناول الإدارة والأداء والتعاون أحياناً، وما واجه العمل من صعوبات أحياناً أخرى، تناول هذه الأمور محللاً باحثاً عن الإجابات لتساؤلات تتعلق بالعمل، وما يتعلق بالعلاقات بين فريق العمل، كما طال حديثه الأهداف، ما يعززها وما يتقاطع معها، ودعم بعض ما نشر بصور، ليفاجأ بأن جميع ما نشر لم يسترعِ اهتمام أصدقائه على صفحته، عدا صورة له بجانب سيارة «رولز رويز»، من موقع العمل، فهبت الرسائل والتعليقات من كل حدب وصوب تبارك له على السيارة، وتدعو له بأن يرفعه الله منها لأعلى، وكان من بين المعلقين أصدقاء وأمم نسيهم من طول غيابهم وابتعادهم عنه، فقد جاؤوا مهنئين متقربين متوددين كمن ينتظر نصيباً من الحظ والحظوة، فأيقن حينها أن هذا ليس تواصلاً اجتماعياً.. بل تواصل مصالح!