الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

العدالة بنسختَيها.. الإلهية والبشريَّة

العالم الغربي في حالة استنفار لصناعة نسخة جديدة لقضايا المجتمع مثل العدالة الاجتماعيَّة والتعدُّديَّة والمساواة، ومحاربة العنصريَّة التي من المفترض أن نكون قد تجاوزنا تصرفاتها المقيتة، فهل استيقظ العالم فجأة، وأدرك التفاوت الاجتماعي المتفاقم؟

كنا سنرى مجتمعاً مختلفاً قويّاً لو لم يتدخل السياسيون والانتهازيون والنفعيون في اللعب على أوتار المساواة والعدالة في أمريكا، التي تم تسيسها في كثير الأحيان، فتلك الفئات تقتات من هذه الانهيارات الصحيَّة والسياسيَّة والأخلاقيَّة، لمدّ سيطرتها وزيادة نوافعها.

إنني أزعم بأن العدالة بحاجة إلى قوة روحيَّة تدعمها، وليس فقط قوة بشريَّة تصنفها أو تضبطها، وإن توصيف العدالة كقيمة أخلاقيَّة عُليا بحاجة إلى اللجوء إلى مَن يملك العدالة كلها سبحانه وتعالى، فهو المُخَوَّل له وحده تقنينها، والعدالة في الإسلام لا تُطبَّق فقط على المُسلمين بل على الجميع، دون تعريضهم للظلم أو التعامل معهم بعنصريَّة.

إنَّ نزع فتيل الفتنة الإنسانيَّة الموقوتة يكون بإرساء أسس العدل السماويَّة، ومراعاة حقوق كل أطياف البشر بقانون ربِّ البشر الذي كتب على نفسه العدل، ولا ريب في أنها العدالة الحقة التي لا مثيل لها، ولن تتغير في مضمونها مهما تعاقبت الحقب، هي تلك المدعومة بقوة الروح والإيمان، والمربوطة بالأجر والثوابت، وبالجنة والنار، والأنبياء أتوا لتثبيت معاييرها وتوابعها من الحق والخير.

إن الإنسانية ما تزال في رحلة مضنية ومثيرة، وتضج بالمعاني النبيلة من أجل البحث عن العدالة الحقة، فالقواعد الأولية للمساواة محفورة في الذاكرة الإنسانية.

سيما أن العدالة هي المساواة الإنسانيَّة الكاملة، مِن سِمات العدل في الإسلام، بأنه أمر مرتبط بإيمان المؤمن، لكونه يمنحه منزلةً عظيمةً وشرفاً ربانيّاً قَرَنه الله بذاته، وفي الحديث الشريف: (إنَّ المُقسِطينَ عند الله على منابرَ من نورٍ عن يمينِ الرَّحمنِ عَزَّ وجَلَّ، وكِلتَا يديهِ يمينٌ، الذين يَعدِلونَ في حُكمهِم وأهليهِم وما وُلّوا).