السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الصوم عن الكلام.. تجربة مخيفة

إحدى الصديقات قررت أن تعيش تجربة غريبة بعض الشيء، وكأنها تؤكد على ما كنت أكتبه وأردده عن مفهوم التجربة الواقعية الجوهرية، الذي أحدثته بنا جائحة كورونا، حيث استطاعت أن تخرجنا من الغمامة المجنونة للحياة التي كنا نتعارك معها من دون هوادة، حتى وصلنا إلى اكتشاف حقيقي بأننا لم نكن نتصارع مع الفيروس فقط، ولكننا كنا أيضاً نحاول أن نضيء عوالمنا المسممة والوحشية أيضاً.

إن تجربة الحظر المنزلي إبان الجائحة جعلت البعض منا يحاول أن يكتشف السرد الأعظم الذي بداخله، وهو ما فعلته هذه الصديقة حينما قررت أن تجرب الصيام عن الكلام لثلاثة أيام.

السيدة مريم الصديقة عليها السلام وأم النبي عيسى، كما جاءت سيرتها في القرآن الكريم طُلب منها الصيام عن الكلام «فكلِي واشربي وقرّي عيناً فإمّا تريِنَّ من البشر أحداً فقولي إني نذرتُ للرحمن صوماً فلن أكلم اليوم إنسيّاً» الآية 26 من سورة مريم، وقد قيل إن الصيام عن الكلام هو من الطقوس التعبدية في الأمم السالفة والشرائع السابقة، ولذلك نجد بعض المسيحيين يعتبرون الصمت عبادة.


وهذه الصديقة كانت تريد أن تعرف ما الذي ستكتشفه من الصيام، حيث استعدت وتهيأت له بشكل جدّي، فقامت بتحويل مكالماتها التليفونية لشخص آخر يقوم بالرد نيابة عنها، وأبلغت أسرتها حتى يتفهموا التجربة التي ستخوضها.


وبعد الصيام لثلاثة أيام تحدثت الصديقة عن تجربتها، فقالت إن هذه التجربة غريبة ومخيفة ولا يمكن وصفها، لكنها لن تقوم بها مرة أخرى على الإطلاق، وحينما سألت عن السبب، قالت: «ثمة أشياء قد حدثت بداخلي لا أستطيع تفصيلها، لكنني لن أعاود التجربة مطلقاً».