الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أتذكرون منتصف «مارس»؟

ترى من لا يريد منّا الحرية والتنقل بأريحية بين الطرقات والشوارع، والذهاب إلى المراكز التجارية والمقاهي، وزيارة بيوت الأهل والأصدقاء؟

لا شك أن جمعينا يحب فعل ذلك، ولكن عليك الانتباه إلى ذلك الصوت الداخلي الذي يخاطبك على غفلة.. إلى ذلك الشعور المقلق الذي يلازمك.. التردد عند استلام البضائع، أو تناول فنجان القهوة، والخوف من سلام الأقارب ومصافحة الأصدقاء بعد طرح النكات.. إنه صوت الوعي الذي يقول لك: «احذر.. الوباء لم ينته بعد.. تنبه.. حياتك قد تكون معرضة للخطر في أي لحظة».

لقد عادت الحياة إلى بعض من أنماطها، وتراكم دبيب أقدام بشر كُثر على الأرض من جديد، وانتشت ـ أو هكذا بدا لنا ـ عجلة البورصات والأسواق، إلا أن رائحة الوباء لا تزال تنشتر في فضاء حياتنا، وعن قريب أو بعيد هناك رذاذه يبحث عن جهاز تنفسي لكي يسكنه.. فهل ترغب في احتضانه؟


هنا في الإمارات حيث الجد والحزم في التعامل مع تفشي كورونا، هناك التزام واضح ومثمر من الحكومة والجهات بتوفير الإجراءات الاحترازية والمواد التعقيمية، وحيث تولي وجهك تجد من يقيس حرارتك عند المدخل.. يعقم يديك.. يذكرك بعدم نزع الكمامة والقفاز أحياناً، وقاعات السينما أصبحت وكأنها محجوزة لك ولستة يجمعك بهم شغف الأفلام، مع مسافات التباعد.


في المقابل، فإننا نرى عدم الالتزام بقواعد السلامة في الشواطئ وأحواض السباحة من الزائرين، وكذلك هناك هجوم الشباب على «الكوفيهات».. وتلاصق الطاولات.. وتزاحم عدد الأفراد حولها.

كثير منا لا يتحمل المسؤولية، بل هناك من هو مستهتر وغير مبالٍ.. لكن تخيلوا لو عدنا إلى منتصف شهر مارس.. ترى ماذا سيكون شعوركم؟