الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

لماذا يجب أن نراقب أنفسنا؟

لديَّ قناعة يقينية بأننا نرتكب الأخطاء نفسها التي ننتقد الآخرين بسببها، حيث نغضب كثيراً عندما نُراجع دائرة معينة، ونكتشف أن الموظف المعنى بمعاملتنا قد استأذن لحضور موعد في المستشفى.. وننسى في غمرة غضبنا بأننا نستأذن في الشهر الواحد مراتٍ عدة، ولأسباب أقل إلحاحاً.

ننفعل عندما يستخدم أحدهم مزمار السيارة بشكل متكرر، ونصفه بقلة الذوق، وننسى في انفعالنا أننا نمارس السلوك ذاته عندما يتأخر عامل المطعم في إحضار الطلب.

ننزعج كثيراً عندما يتخلف أحدهم عن موعد تم الاتفاق عليه مسبقاً.. وننسى في غمرة انزعاجنا أننا تخلفنا مراراً عن مواعيد بسبب ظروف خارجة عن إرادتنا.. نحن شديدو التسامح مع أنفسنا، لكننا في الوقت نفسه شديدو القسوة مع الآخرين.


لا أزال أذكر نصيحة أسداها لي أبي قبل سنوات طويلة، عندما لاحظ أنني أبالغ في انتقاد سلوك أحد الجيران بسبب صراخه المستمر على أطفاله، والذي كان يصل إلينا بكامل دويّة بسبب تقارب المنازل.. فقال لي يومها «راقب نفسك، قبل أن تراقب الآخرين».. لم أفهم مغزى كلامه حينها، لكن بمرور الوقت بدأت أستوعب مغزاه.


ففي كثير من المرات كنت أصرخ بالطريقة ذاتها على أخي الأصغر، وبالتالي من المحتمل جداً أن صراخي كان يصل إليهم بكامل دويّه هو الآخر.

إذن أنا أقع في الخطأ نفسه الذي أنتقد جاري بسببه، ولو حرصت على مراقبة نفسي، فبالتأكيد لن أبادر إلى نقد سلوك الجار قبل أن أقوّم سلوكي أولاً.. رحم الله أبي.