الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

إنفانتينو في مرمى النيران

لم يسلم جياني إنفانتينو رئيس الفيفا منذ جلوسه على المقعد الساخن عام 2016، فقد توالت الانتقادات والاتهامات وثارت الشبهات حول استغلال نفوذ وقبول هدايا، والسيطرة على اللجان القضائية بالفيفا وأهمها لجنة الأخلاقيات، وهي لجان لا بد أن تكون مستقلة ولا نفوذ لرئيس الفيفا عليها.

ولكن إنفاتينو تمكن من استبدال أعضاء هذه اللجان وجاء بمن يدينون له، ولا يقتربون منه حتى لو كانت هناك شبهات أو شكاوي على مستوى رسمي، ويترأس لجنة الأخلاقيات حالياً الوزير اليوناني السابق فاسيلوس كوريس رئيس محكمة العدل الأوروبية السابق، ومعه الكولومبية ماريو روخاس رئيس مجلس الدولة الكولومبي السابقة، وهما رغم مناصبهما القضائية الرفيعة، فإنهما من أبعد ما يكون عن كرة القدم وفهم أسرارها وعالمها الملطخ بالفساد.

وبعيداً عن ذلك، فإن إنفاتينو ولجنة الأخلاقيات يواجهان اختباراً صعباً منذ بدأت حملة الاتهامات الخاصة بتدخله بطريقة ملتوية في تحقيقات القضاء السويسري في اتهامات تخص الفيفا، من خلال لقاءات غير رسمية مع مايكل لوبر المدعي العام السويسري، الذي تمت عقوبته بالإبعاد عن قضايا الفيفا وهو مهدد برفع الحصانة عنه قبل محاكمته الجنائية.

وحاول إنفاتينو التملص دون جدوى، حيث قررت هيئة الإشراف على القضاء السويسري مؤخراً، تعيين مدع عام اتحادي استثنائي للنظر في الشكاوى الجنائية الأربع المقدمة ضده مع مايكل لوبر، وقد بدأت التحقيقات بالفعل بواسطة د.ستيفان كيلر، رئيس المحكمة العليا والإدارية بمقاطعة أوبفالدن، والذي سيقرر ما إذا كانت هناك جرائم جنائية للنظر فيها، ليفتح قضية رسمية بالفعل.

وبعيداً عن اتهامات سابقة لإنفانتينو من رئيس نادي باليرمو الإيطالي بشراء الأصوات قبل انتخابه كرئيس للفيفا، واتهام مارادونا له بالخيانة وشراكة زعماء مافيا الفيفا، واتهام بلاتر له مؤخراً بالفساد ومحاولة التلاعب، ومطالبة بلاتيني له بالتنحي عن المنصب الذي لا يستحقه والتلاعب من وراء الكواليس لتلويث سمعته، فإن إنفانتينو يواجه أخطر منعرج له في منصبه الساخن، وربما يجد نفسه في مرمى نيران القضاء السويسري، ورغم ذلك ما زالت لجنة الأخلاقيات «المستقلة»، لا تجد أي مبرر أو داع لفتح تحقيق حول نزاهة رئيس الفيفا!