الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«الخيميائي» و«ابن جربوع».. وأحلامنا

تتبع «سانتياجو» بطل رواية «الخيميائي» حلمه، فغادر إسبانيا إلى أهرامات مصر، استجابة للصبي الذي جاءه في الحلم، وطلب منه الذهاب لزيارة أهرامات مصر، فهناك كنزه، وعندما وصل أخذ يحفر، حينها مر عليه جنديان هاربان من الحرب، سألاه عما يفعل، فقص عليهما الحلم، ضحك أحدهما وقال: حلمت مرتين بأن هناك كنزاً في إسبانيا تحت شجرة الجميز في ساحة الكنيسة، حيث ينام الرعيان مع أغنامهم، فهل أصدق وأسافر إلى إسبانيا؟.. في ذات اللحظة لملم سنتياجو حاجياته وعاد إلى إسبانيا، وحفر تحت شجرة الجميزحيث جاءه الحلم، فوجد صندوقاً مملوءاً بالذهب والمجوهرات.

منذ سنوات انتشرت قصة «ابن جربوع»، الذي كان يعيش في نجد، ولديه حمار ينقل فيه الحاجيات، وقد حلم بمن يخبره أن عليه الذهاب إلى القدس، فهناك رزقه، وبالفعل سافر، وفي القدس، مر بجانبه رجل يحمل قطوفاً من العنب في عربة، وعندما سقط منه قطفان، ناداه النجدي ليعطيه إياهما، أجابه الرجل قائلاً: «هما رزقك فخذهما»، أخذ النجدي يتساءل: هل هو هذا رزقي الذي جئت من أجله؟

سأله المقدسي عم به، فقص عليه حكايته مع الحلم، ضحك المقدسي وقال: أنا حلمت بأن هناك كنزاً تحت مربط حمار ابن جربوع في نجد، فهل أصدق وأذهب إلى نجد؟، وفي التو عاد النجدي إلى بلده وحفر فوجد الكنز... فهل نصدق الأحلام؟


لكن سيدة حلمت برجل في منشأة جديدة، وبعد سنوات قامت المنشأة فدخلتها، وتفاجأت بوجود نفس الرجل، أحست أنه قدرها وحظها، فسعت بكل جهدها للارتباط به، وحين تزوجته عاشت معه حياة عادية جداً، يبدو أن علينا ألّا نصدق الأحلام، وألّا نتجاهلها أيضاً.