الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

عواقب تصميم الويب

في ستينات القرن الماضي، عندما كانت الحواسيب أجهزة كبيرة لا يمكن إلا للمؤسسات الكبيرة والحكومات امتلاكها، وتحتاج لغرف، وتأتي في خزانات بحجم ثلاجات كبيرة.. في ذلك الوقت صاغ «تيد نيلسون» مصطلح النص المترابط كفكرة ستظهر حتماً وتستخدم لربط الوثائق والناس، بعد ذلك وضع نيلسون تصوراً شاملاً للفكرة ومن ضمن تصوره كتب عن إدارة الحقوق، وهذا يشمل دفع مبلغ صغير لمالك العمل سواء كان مقالاً أو كتاباً أو أي شيء آخر.
وفي التسعينات ظهرت شبكة الويب كتقنية نص مترابط لكنها كانت تقنية فقيرة من ناحية تطبيق أفكار تيد نيلسون، فقد قدّمت الحد الأدنى لإنشاء نظام نص مترابط، ولا نزال إلى اليوم نعيش تبعات هذا التصميم، لأن شبكة الويب لم تصمم بنظام إدارة حقوق ومدفوعات، وأدى هذا إلى أن تعتمد المؤسسات على الإعلان كوسيلة لتغطية التكاليف وكسب الأرباح، لكن المعلنين طمعوا في أكثر من مجرد عرض إعلانات عشوائية، فبعضهم بدأ في تطوير إعلانات مزعجة وآخرون بدؤوا في جمع بيانات عن الناس لتشكيل ملفات لكل زائر، وبالتالي تقديم إعلانات تناسب كل زائر.
لقد أدى هذا إلى تطوير برامج تمنع الإعلانات من الظهور ومن جمع المعلومات، بانتشار الويب ومن بعدها الهواتف الذكية بدأت الصحف الورقية في التراجع، واضطرت للاعتماد على الويب والتطبيقات لتعويض ما تخسره من أرباح، وهذا بدوره أدى ببعض مواقع الصحف لأن تطلب من الزائر التسجيل قبل قراءة أي شيء، وبعضها يسمح للزائر بالقراءة لكن مع تذكيره بأن عليه دعم الصحافة ماليّاً.