شكراً.. لعلماء الأرض

قرأت مذكراتها في سن مبكر جداً، في هذه اللحظة أتمنى لو أنني لم أقرأ سيرتها، فلم أخرج بفائدة من كتابها المنصب بأكمله على الجنس، إلا سطراً بقي لصيق بذاكرتي، حينما كتبت الفنانة برجيت باردو الفرنسية في كتابها بأنها تدين بالفضل لمن اخترع دواء حبوب منع الحمل، بقيت هذه العبارة تطاردني، فتعلمت أن أدين بالشكر لكل العلماء الذين استطاعوا أن يخترعوا أدوية تشفينا من أوجاعنا، ولولا فتح الله على عقول هؤلاء العلماء، لكنا الآن نموت من أقل الأمراض.

العجيب الذي تطور في هذا العالم من ناحية صناعة الأدوية، أن العلماء يخترعون دواءً لضغط الدم، فيكتشفون أنه يمكنه أن يعالج أمراضاً أخرى على سبيل المثال، لقد استطاع العلماء الاستفادة بشكل كبير ممن سبقوهم، وبدؤوا في تطوير صناعة الأدوية، على الأخص ونحن نعيش الجائحة، تتطلع الأنظار كل لحظة لكي يظهر لنا أحدهم يخبرنا أنه استطاع أن يخترع علاجاً فورياً لهذا المرض.

تطلُّعات الآخرين، الجمهور، أفراد العالم، كلها منصبة إلى اللحظة التي سوف يحتفلون بها، باكتشاف العقار الذي سينهي هذا الكابوس الثقيل الذي أفقدنا الكثير من أحبائنا.

أتتبع حركة التطوير في صناعة الأدوية، وفخورة أن السوق العربي يتمتع بوجود كمية أدوية للعلاج، لكني ما أزال متذكرة ما قالته إحدى الممرضات، بأن الوطن العربي بحاجة إلى النهوض صحياً، لأننا نعيش داخل كارثة، حيث إن المرضى يُتوفون بسبب عدم قدرة الأطباء على الاهتمام بالمرضى، إلى جانب عدم وجود الأجهزة الحديثة، هذا ما قالته لي بكل وضوح، وقد كانت حزينة على المرضى الذين كان يمكنهم العيش، لو أن الدول العربية قد وضعت ميزانية ضخمة لتستفيد من خبرات المستشفيات العالمية.