الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أيام مباركة

يمُنُّ الله على عباده بمواسم للخيرات يتضاعف فيها الأجر، ويعظم فيها الثواب، فمن عمل بالأعمال اليسيرة كان له الجزاء العظيم عند الرب الشاكر الشكور، ومن هذه المواسم ليالي ذي الحجة العشر، فالله تعالى يقول: (والفجرِ وليالٍ عَشْرٍ) ـ (سورة الفجر ـ الآية: 1) وفسَّر ابن عباس رضي الله عنه، هذه العشر بأنها العشر من ذي الحجة كما في تفسير ابن كثير، فأقسم الله بها لعظم شأنها وفضلها، فحري بالمُوفَّق أن يستغل هذه الأيام المباركة في طاعة الله.. وفي صحيح البخاري عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه؟ قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء».

فهي أيام شريفة جدّاً، علينا أن نعمرها بذكر الله وطاعته والإقبال عليه، ومن أيسر العبادات في هذه الأيام: الإكثار من ذكر الله تعالى، فيستطيع الواحد منا أن يذكر الله متى شاء، فحتى أوقات الزحام في بعض الشوارع نستطيع أن نستغلها في ذكر الله، فهذه العبادة لا تتطلب جهداً كبيراً، وإنما مدار الأمر على توفيق الله لعبده، ومن أعظم الذكر هذه الأيام: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد)، فما أطيب أن نشغل أوقاتنا بالتكبير والذكر.

ومن الأعمال الصالحة في هذه الأيام أيضاً: الإكثار من الصيام خاصة صيام يوم عرفة، ففي صحيح مسلم قال عليه الصلاة والسلام: «صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله، والسنة التي بعده»، فهذا أجر عظيم لمن صام يوم عرفة، فعلينا أن نحتسب الأجر في ذلك.


ومن الأعمال العظيمة في هذه العشر كذلك، أن نحرص على التسامح وتصفية القلوب من العداوة والبغضاء، فالدنيا يقع فيها كل شيء، فقد يقع بينك وبين بعض قرابتك شيء من الخلاف، فعلينا أن نتسامح، وأن نحرص على العفو والصفح، وكم من خلاف لو فكرنا في سببه لعلمنا أنه بسبب نزغ الشيطان، فالسبب تافه جداً، فلا تجعل الشيطان يصدك عن الخير بهذه الخلافات، ولنتذكَّر أن العفو والصفح من أخلاق نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام.


ونرفع أكفَّ الضراعة في هذه الأيام المباركة ونبتهل إلى الله بأن يحفظ بلادنا من كل شر ومكروه، وأن يحفظ ولاة أمرنا، وأن يرفع البلاء والوباء عن العباد والبلاد.. اللهم آمين.