الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

بين «الأنا» و«الكل»

ردود ونقاشات مختلفة أثارتها تغريدة نشرتها قبل عدة أيام كتبت فيها الآتي: «أصبحت الصفحات الشخصية للأفراد على مواقع التواصل الاجتماعي، بمثابة النظرة الشرعية التي من خلالها يطّقس المقبل على الزواج على نمط حياة من ينوي الارتباط بها وطبيعة أفكارها وسلوكها.. والعكس كذلك بالنسبة للمرأة.. انتقوا محتوياتكم‏».

وبطبيعة الحال معظم من تفاعل وأبدى رأياً هم من الشباب الذين اعترض بعضهم، بحجة أن المثالية والزيف بات أمراً مكشوفاً، وبالتالي لا يعكس هوية صاحب الحساب، في حين ذهب آخرون إلى أن صفحاتنا تعكس خصوصية الفرد وطبيعة أفكاره واهتماماته.

هذا كله يُعرف اليوم بـ: «الهوية الرقمية للأفراد»، لتكون إحدى الإشكالات التي يدرسها المختصون في المجتمعات الحديثة، كون الهوية بمعناها المجرد تعد الرمز الجوهري للأمم، والتي تعبر عن شخصية الإنسان وعلاقته بالجماعة أو علاقة الجماعة بجماعة أكبر، فتحولت هذه الهوية من مجتمع له ضوابطه العرفية ونظمه، إلى مجتمع افتراضي عام كوني، ألغت العولمة فيه أشكال الضبط والخصوصيات.


ولكن هل الهوية الرقمية للفرد ترتبط بالهوية الوطنية التي ينتمي إليها أم لا؟!


في الحقيقة.. نعم وكثير ما تمر علينا تغريدات ومحتويات يسهل علينا تصنيف جنسيات أصحابها مع وجود قواسم مشتركة يتم تمييزها من خلال صفحاتهم، فخرجت الهوية من «الأنا» إلى «الكل».

وفي الوقت الذي تعكس فيه تلك الهوّية شخصية الإنسان في الواقع بدون زيف، أصبحت على الشبكة الاجتماعية تراوح بين الهوية المعلنة والنشطة والمخططة فتُبنى جمعيها على مصالح محددة يرغب في تحقيقها المستخدم، إما لتحقيق الاندماج الاجتماعي أو التأثير والظهور أو كسب الأموال وتحسين السمعة لأغراض تجارية وهي ما تعرف بمعادلة الرأس مال.