الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الشلوت الذهبي

تقدم جوائز الأوسكار لأفضل ممثل ومخرج وفيلم، وهي حلم كل الفنانين في العالم كشهادة على الإبداع والتميز، وفي المقابل هناك جائزة تسمى (التوتة الذهبية)، وهي جائزة تعطى لأسوأ فيلم وأسوأ ممثلين، وكذلك الحال في الحياة المؤسسية فهناك جوائز تعطى لأفضل مدير حقق إنجازات أو أرباح لمؤسسته، ولكن لا توجد جائزة لأسوأ مدير، وهذا ليس عدلاً، لذا يجب تكريم أسوأ المديرين حسب الفئات التالية: أسوأ مدير في فئة (محطم المبدعين)، بعض المديرين أساتذة في كلمة (لا)، وشو عرفك وما يصير وما يجوز وبعدك صغير، وإذا قدَّمت له النجوم لا يقبلها باعتبار أن نور الشمس أفضل، وإذا أتيت له بشمس رد عليك باستنكار: (تريد تحرقني وتتخلص مني!)، هذا المدير مبتكر ومبدع في تطفيش المتميزين، والتنمر على المجتهدين ويجب تكريمه و(فضحه).

أسوأ مدير عن فئة المتحرشين الذي يجد نفسه في صورة (كل البنات بتحبك.. كل البنت حلوين)، ولا يهتم بالعمل وتطوير الأداء وزيادة الإنتاجية، ويعد التحرش (حقاً مكتسباً) من موظفاته وزميلاته، اللواتي يعدهن جواري مما ملكت يمينه في معاركه أثناء رحلة الترقي في المناصب.

أسوأ مدير في فئة الذي لا يراه أحد (Untouchables)، لا تعلم متى حضر المدير أو متى خرج أو متى سافر أو متى اجتمع، والعملاء يطلبون مقابلته وسكرتيرته تخبرهم أنه مشغول في اجتماعات لتطوير العمل مع الموظفين (طيب.. إذا كان موظفوه يبحثون عنه أصلاً!) تخبرهم بأن جدوله مزحوم.


فئة المدير المزاجي الذي تسير المؤسسة كلها حسب (مُودِه ومزاجه) في ذلك اليوم، فإذا كان فريقه فائزاً فأبشر بالخير! وإذا كانت أم العيال (غاسله شراعه) فلا يتحرك شيء في المؤسسة، وإذا (البونص والحوافز) نزلت فتوقيعه بالموافقة ينزل غيثاً همّالاً على كل طلب ومعاملة.


وهناك فئة المدير «السيكوباتي» المريض نفسياً، والذي يسخر بشكل وقح ومستمر من أداء وظروف موظفيه، ويكذب بشكل مستمر عليهم فيما يتعلق بأمور العمل والإجراءات والتوجيهات، ويُلقي اللوم على الآخرين ويخطِّئهم، وفي بعض الأحيان، تتطوّر الأمور لتصل إلى حد الاستمتاع بالتعنيف الجسدي ضد الموظفين.

لقد كشفت دراسة أن نسبة 44% من الموظفين يتركون وظائفهم لسبب واحد وهو «المدير»، حتى لو كانت هذه الوظيفة تضمن لهم مزايا مادية واجتماعية، وهي النتيجة التي تتوافق تماماً مع المقولة الإدارية القديمة: «الموظف يترك المدير ولا يترك الوظيفة».