تويتر.. النقطة المركزية

في 15 يوليو تعرض 130 حساباً في تويتر للاختراق، واستخدمت فيما بعد للترويج لحيل ائتمانية متعلقة بالعملة الإلكترونية «بيتكوين»، المخترقون للحسابات استخدموا ما يسمى بالهندسة الاجتماعية للوصول إلى أدوات التحكم في تويتر نفسه، الهندسة الاجتماعية هنا تعني محاولة خداع الناس لاختراق أي نظام، من ناحية تقنية يمكن لأي شركة أن تجعل أنظمتها آمنة ويصعب اختراقها رقمياً، لكن يمكن اختراق هذه الأنظمة من خلال النقطة الأضعف وهي الإنسان.

تويتر نقطة مركزية واحدة تجمع الملايين من الناس لمتابعة الأخبار وتناقل المعلومات والإشاعات، وكثير من وسائل الإعلام تعتمد عليه كمصدر أولي للأخبار، لذلك فإن أي تخريب أو اختراق لحسابات هذه المنصة سيكون له أثر سلبي كبير، وهذا عكس ما صُممت من أجله شبكة الإنترنت.

الإنترنت، بدأت كمشروع شبكة تربط بين جامعات أمريكية، وصُمِّمت لكي تعمل حتى لو تعرضت لهجوم وتخريب، الشبكة لامركزية ويمكنها الاستمرار في العمل حتى لو تعطلت بعض أجزائها، هذا التصميم اللامركزي استمر حتى ظهرت شبكة الويب في أوائل التسعينات، وقررت الحكومة الأمريكية السماح بالأنشطة التجارية في الشبكة، وهذا ما أدى لتوسعها وانتشارها، ومن هنا كذلك بدأ ظهور نقاط مركزية تؤثر على كل الشبكة.

قبل سنوات قليلة، تعرض جزء من الشبكة للانهيار التام بعد هجوم منظم على نقطة حيوية في الشبكة، لاحظ الناس حول العالم تباطؤ الشبكة وتوقف بعض أجزائها كلياً، ولهذا ظهرت مشاريع عديدة تسير عكس هذا التيار لأسباب عدة، منها التخلص من هيمنة الشبكات الاجتماعية، وتجنب انهيار الشبكة إن تعطلت بعض أجزائها.