الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

من معالم فقه ما بعد كورونا

في توأمة رائدة نظم مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، ورابطة العالم الإسلامي قبل أيام مؤتمراً علميّاً افتراضيّاً، هو مؤتمر فقه الطوارئ، وهو كما اختصره العلامة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس المجلس: «فقه التيسير والتخفيف، مستنبطاً من نصوص الشريعة وفهم العلماء، ومركباً مع الواقع، أساسه الرخص والضرورات التي تقدر بقدرها، ويزول بزوال سببه»، وكان المؤتمر عن هذا الفقه، المشفوع عنوانه بالتنويه عن معالم فقه ما بعد جائحة فيروس كورونا المستجِد، والأزمة التي غيّرت ـ كما قال الشيخ في كلمته في الجلسة الافتتاحية ـ جدول أعمال العالم، وأولوياته، وعلاقاته، وطريقة عيشه، وواقعه، وعلمتنا ـ كما أضاف في الجلسة الأولى ـ دروساً، وأشهدتنا حقائقَ منسية، منها هشاشة الجنس البشري، وضعفه الملازم لكينونته، المطبوع في جبلته.
البيان الختامي الحصيف للقاء كان رصيناً ومباشراً، وخصوصاً عند تناوله للتوصيات الدقيقة، وفي مقدمتها تكوين لجنة لحصر الأحكام والاجتهادات الفقهية الواردة في جلسات المؤتمر، وإصدار مدونة بها، وبث تسجيلات الجلسات، وطبع بحوثه ومخرجاته، مع التأكيد على ضرورة متابعة البحث العلمي في فقه الطوارئ، في مختلف مؤسسات ومنابر البحث العلمي من جامعات ومعاهد ومراكز ومجلات متخصصة وغيرها؛ إسهاماً من الفقه الإسلامي المعاصر في حل مشكلات المجتمع وتعريفاً بغنى التراث الفكري الإسلامي، وبحاجة البشرية إليه في كل زمان ومكان، وضرورة العمل بكافة القرارات والأنظمة والاحترازات التي تصدرها الجهات ذات الاختصاص الصحي والأمني.
ومن أهم الوصايا المستنبطة من مؤتمر فقه الطوارئ، الذي جاء معبراً عن حرص رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، الشيخ عبدالله بن بيه، وأمين عام الرابطة، الشيخ محمد العيسى، دعوة المسلمين للاستمرار في أداء واجبهم الإسلامي والإنساني، الشرعي والحضاري، في تقديم الدعم المطلوب من صدقات وزكوات وتبرعات، والعمل على كفاية حاجات المتضررين، ودعوة المسلمين للتراحم والتعاون مع مجتمعاتهم، وإظهار روح الإيثار والتضامن، وتجسيد أخلاق الإسلام وقيمه في أوقات الأزمات والشدائد، ودعوة الأئمة والوعاظ والمنصات الفكرية والعلمية لأداء دورهم في إرشاد الناس ودعمهم روحياً وثقافياً بوسائل الاتصال الحديثة، وتبنّي خطاب حضاري إنساني عالمي، وبثّ روح الأمل والتفاؤل، وإبراز مظاهر التيسير والرحمة في أوقات البلاء والمحن.. اللهم وفق.