الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

محمد أسد.. و«الطريق إلى الإسلام»

أكتب اليوم عن شخص فريد ملأ الدنيا، أصابته العقائد الأخرى بخيبة أمل فاتجه لمعرفة حقيقة الإسلام، فجاء إسلامه إعلاناً مقنعاً بقدرة الإسلام على استقطاب الحيارى الذين يبحثون عن الحقيقة، فمنذ بدأ وعيه - كما كتب عنه الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين - وهو شغوف بأن يصل بنفسه إلى مُثل روحية حقيقية، أغراه الشرق فوفد إليه صحفياً موكلاً بكتابة تقارير عن المنطقة، فكانت أولى زياراته إلى فلسطين، وبعدها إلى القدس ثم القاهرة ودمشق والمملكة العربية السعودية وباكستان وإيران وغيرها.

«محمد أسد» هو ذلك اليهودي النمساوي الذي كان يسمى «ليوبولد فايس» وأصبح يلقب بأسد الإسلام، لما عرف عنه من إخلاصه وأفكاره تجاه الدين الإسلامي؛ حيث اعتقد أن الروح والجسد في الإسلام هما بمثابة وجهين توأمين للحياة الإنسانية التي أبدعها الله تعالى على اختلاف نظرة الأديان الأخرى لهما، ولما سئل عن الفرق بين الإسلام كدين والمسلمين كأشخاص، رد بأنه اعتنق الإسلام ليس بسبب المسلمين لكن لأن الإسلام حقيقة لا ينكرها أحد، وهو آخر تعبير عن «الرحمة الإلهية» وهو الذي أغوته صلاة المسلمين التي يؤدونها بأجسادهم وأرواحهم، ووصفها بأنها لا تنفصل عن حياتهم اليومية.

عاش محمد أسد 6 أعوام في الجزيرة العربية معتزاً بصداقته للملك عبدالعزيز آل سعود، قبل أن يذهب إلى الهند وباكستان ويلتقي بالأب الروحي لدولة باكستان الإسلامية «محمد إقبال»، حيث أصبح بتشجيع منه متخصصاً في الفكر الإسلامي والثقافة الإسلامية ومندوباً لباكستان لدى الأمم المتحدة بنيويورك.


مذكرات محمد أسد، التي حملت عنوان «الطريق إلى مكة»، وفي ترجمة أخرى «الطريق إلى الإسلام» تعتبر مرجعاً موثوقاً لتاريخ الجزيرة والمناطق التي مر بها ووصفها وصفاً يليق بها، سواء المقدسة أو تلك التي حل فيها ضيفاً على أمرائها العرب حيث قال: «أن تكون ضيفاً على أمير عربي يعني أنك تعامل كصديق وضيف من كل من يتبعونه».


هكذا عاش محمد أسد عزيزاً أينما حل رغم تجارب الموت عطشاً في الصحراء، التي عبرها يبحث عن ضالته حيناً وعن تقرير صحفي لصحيفته حيناً آخر أو مهمة أسندها إليه الملك الذي صنع بسيفه مملكة عظيمة كما وصفه.

شارك في جيش عمر المختار، وزار دمشق، وقد زار في الجزيرة مواقع ما لم يطأها أجنبي من قبل.