الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

كورونا.. ومنافع الحج

الفيروس اجتاح العالم، وكان لا بد من قرار تنظيم وتعليق الحج في زمن الأوبئة، وذلك حرصاً على سلامة ضيوف الرحمن، ومخاطر انتشار الوباء محلياً وعالمياً.

إن تنظيم حج استثنائي هذا العام، ومنع البعض من أدائه لا يعني أنه فقد منافعه ومقاصده، فتأثير الفيروس وانعكاساته السلبية لن يلغي قيم الحج العليا وأهدافه العظيمة.

لا بد أن يُذكّر المسلم ـ ليس الحاج فقط ـ بمقاصد الحج العظام، إذ لا تخلو مناسبة الحج من منافع أخلاقية ومقاصد روحية وتربوية، منها: غرس الأخلاق وحسن التعامل، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج، وإعادة بناء الشخصية الإنسانية وتهذيب طباعها، ونهج يراد منه إدراك الخير، وحنو الغني على الفقير.

وبهذه الأعمال تترقّى النفس وتألف الطاعة، وتتعود العبادات، لذا حث الله سبحانه وتعالى العباد على التزود من التقوى لأنها من منافع الحج الروحية، لكون الحج عبادة جماعية لا يؤديه الفرد بل الأمة من كل فج عميق، والتزود من التقوى أهم مقاصد شعائرنا الدينية، لهذا عندما شرع الله لنا نحر الذبائح فإنه لا ينال من لحومها ولا دماؤها ولكن ينال التقوى منها.

حتماً مشاهد الحج الكبرى تعيد بناء ثقافة قائمة على الوحدة والمساواة، ونبذ الفرقة والعصبية والكراهية للآخر؛ لإلغاء الفوارق والتفاضل بين الناس.

كما تعتبر أزمنة المحن والأوبئة معدناً يصقل قيمك الإيمانيَّة، وقياس تعظيمك لشعائر الله، ولنكون أقوى وأكثر صموداً، والتضامن في الميدان الصحي، ومحاولة الالتزام بالبروتوكولات الصحيَّة، وعدم التفريط بالتضحيات الكبيرة التي قدَّمها أبطالنا.