الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

كلاكيت.. «فيفا غيت»!

تعيين السلطات القضائية العليا في سويسرا لمدعٍ عام خاص للتحقيق في الاتهامات الموجهة إلى مايكل لاوبر المدعي العام السويسري «السابق» ورئيس فيفا جياني إنفانتينو، بسبب 3 لقاءات سرية بينهما، إبان التحقيق في قضايا فساد فيفا منذ 4 أعوام، تطور درامي مثير في سلسلة فضائح فيفا المعروفة باسم «فيفا غيت»، والتي أثبتت تورط وإدانة عشرات المسؤولين عن الكرة العالمية في اللجنة التنفيذية للفيفا والاتحادات القارية، بالفساد والرشاوى والتربح والسرقة والتدليس، وأطاحت بالرؤوس الكبيرة وعلى رأسهم بلاتر الرئيس السابق وبلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي السابق، ومعهم أكثر من 80% من رؤساء الاتحادات القارية وأعضاء اللجنة التنفيذية للفيفا.

وهذا التطور الدرامي يثبت أن الفساد لم ينتهِ في فيفا، بل اتخذ أشكالاً أكثر حذراً وخبثاً وقانونية، حيث ابتلي فيفا دائماً منذ عصر المحامي البرازيلي هافيلانغ في السبعينات، بأن يعتلي سدة رئاسته، أحد الذين يمتهنون القانون، أو الذين يوظفون بعض القانونيين، ليستخدموا خبراتهم القانونية في اللعب على الثغرات والتلاعب بالقانون، ليتربحوا ويسرقوا عشرات الملايين، ولا أحد يعلم على وجه اليقين حتى الآن ما إذا كان المحامي السويسري إنفانتينو، الذي دخل دائرة الشبهات بالفعل، قد تورط في الفساد، رغم أنه جاء بشعار تنظيف الفيفا ومحاربة الفساد.

ويجيد إنفانتينو كما كان سلفه بلاتر، دبلوماسية التلاعب بالقانون وثغراته، وخوض المعارك بضحكات ناعمة وقفازات مخملية، رغم أنه بدأ رئاسته لفيفا بشكل خشن، بالإطاحة باللجان القضائية المستقلة بالفيفا، التي كان لها فضل التصدي لبلاتر وإزاحته عن عرشه الفولاذي، واستعان برجال قضاء آخرين، ممن يفتقدون أي خبرة كروية ومن الذي يدينون له بالولاء ومحاولة رد الجميل ورغم العديد من انتهاكاته التقاليد والأنظمة، فلم يتعرض لأي تحقيق أو لفت نظر أو ملاحظات من اللجان المستقلة ورغم إحالته للتحقيق الرسمي أمام القضاء السويسري، فلن تكلف لجنة الأخلاق أو أي لجنة قضائية أخرى نفسها بالتدخل في الأمر الذي هو من صميم اختصاصاتها.