السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

هل تملك مخالفة هذه القوانين؟

كان للفيلسوف الألماني إيمانويل كانت الأثر الكبير في صياغة منظومة دولة القانون، وقد انطبع في أذهاننا هذا الاسم بالتحضر، ومن أهم سماته: سيادة القانون لسلامة المواطنين، وحفظ حقوقهم وحرياتهم، واتخاذ الإجراءات ضد المخالفين.

ورغم السلطة التي تستعملها الدول المتحضرة أو غير المتحضرة، بهدف تطبيق القانون، فإن الأمر لا يخلو من مخالفة هذه القوانين، إما بالواسطة والحصول على استثناء، أو بإيجاد ثغرات تسمح الإفادة منها الخروج على القانون بدون التعرض لمساءلة، وإما بالمخالفة الصريحة التي تنتهي بالعقاب، أو بالتهرب الذي لن يدوم على الأغلب، وهو في المحصلة؛ ما لا يتحقق معه الهدف في العدالة، وحفظ الحقوق والحريات التي تم وضع القوانين من أجلها.

والسؤال هنا: ألا توجد قوانين لا مجال فيها للمخالفة، أو لا تسمح بالمخالفة من الأساس؟ والجواب نعم، توجد، فقوانين الفيزياء لا مجال فيها للواسطة، ولا تحتمل المخالفة، ولن تجد فيها ثغرات تسمح بالتّملص، بل ليس هناك من هو أهل لأن يخالفها، أخبروني: من منا يملك أن يخالف قانون الحركة؟ أو قانون الطفو، أو قانون الجاذبية، أو الضغط أو السرعة أو الزمن.. يا لها من قوانين مُحمكة، لا ثغرة فيها.


توصل العلماء لهذه القوانين بعد بحوث طال زمنها، وكانت دوماً قابلة للتطور، فطوّر الإنسان وسائل القياس مثلاً، وهي تمثل ركيزة في علم الفيزياء بصفته علماً تجريبياً، ورغم أن الإنسان تغلب على بعضها مثل قانون الجاذبية بالطيران، ولكن ليس كمُخالف، بل كمستفيد من قوانين فيزيائية أخرى.


ليتنا نحاكي الطبيعة، ونرسم قانوناً محكماً لا يمكن اختراقه، فيحفظ العدالة للجميع.