السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

شركات عربية.. ومهب وادي السيليكون

قبل أيام مثُل أربعة من عمالقة «وادي السيليكون» أمام الكونغرس الأمريكي لتقديم شهاداتهم حول شكوى متكررة بات صداها يتردد في أنحاء العالم، وهي احتكار تلك الشركات لسوق التكنولوجيا ووأد المنافسين الجدد الذين يسعون لوضع أقدامهم على عتبات الفضاء الإلكتروني الذي تحكم بضع شركات قبضتها الحديدية عليه.

أنكر رؤساء فيسبوك وأمازون وغوغل وأبل هذه التهم بطبيعة الحال، وساقوا المبررات التي تزعم أنهم يخوضون السباق بنزاهة مطلقة، بينما تصطف المئات من الوقائع على الأرض لتؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الشركات العملاقة وحدها تجتاح وادي السليكون مثل جيش النبي سليمان، ولكن من دون أن تصغي لأحاديث الشركات الناشئة في هذا الوادي التي تكافح لإيجاد موطئ قدم، وهو ما دفع رئيس اللجنة الفرعية العليا لمكافحة الاحتكار التابعة للكونغرس الأمريكي، للقول: إن تلك الكيانات العملاقة «مارست قوتها بطرق مدمرة ومضرة»، كما تم تذكير مارك زوكربيرغ برسالة له في عام 2012 يقول فيها إن: «الشركة اشترت إنستغرام لتحييده».

وعلى ذكر التحييد تحضرني 3 نماذج لشركات عربية ناشئة استطاعت أن تصنع بصمتها في سوق التكنولوجيا في الشرق الأوسط قبل أن يتم شراؤها من قبل شركات دولية عملاقة تعمل في المجال ذاته، ومن ثم تفكيكها بطريقة توحي بأن هذه الشركات باتت تستخدم بالفعل سياسة ممنهجة لتحييد الشركات الناشئة في بقع مختلفة من العالم.


أولى هذه الشركات هي «مكتوب» التي تأسست في عام 1998 كأول موقع إلكتروني عربي يقدم خدمة البريد الإلكتروني باللغة العربية، قبل أن تختفي إلى الأبد بعد إعلان شركة Yahoo العالمية في أغسطس 2009 إبرام اتفاقية للاستحواذ على الشركة التي كانت تضم أكثر من 16 مليون مستخدم.


أما الشركة الثانية فهي شركة «سوق كوم» التي تأسست في عام 2005 واستطاعت أن تستقطب اهتمام المتسوقين العرب على الإنترنت حتى مارس 2017، عندما تم الإعلان رسمياً عن استحواذ شركة أمازون عليها.

وآخر الشركات التي لاقت نفس المصير تقريباً هي شركة «كريم» المتخصصة بتقديم خدمات التوصيل والتي تأسست في يوليو 2012، قبل أن تعلن شركة «أوبر» العالمية التي تعمل في المجال ذاته عن الاستحواذ عليها في صفقة بلغت قيمتها مقابل 3.1 مليار دولار، تمَّ الكشف عنها في مارس 2019.