الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

سيتي وفرصة تاريخية

أن تتمكن من إقصاء ريال مدريد من دوري أبطال أوروبا، فهو أمر ليس بالسهل، نظراً لأنه البطل التاريخي للبطولة بـ13 لقباً، إضافة إلى أن الفريق الملكي توج بالمسابقة 4 مرات في آخر 6 نسخ، وما فعله مانشستر سيتي بالأمس، أمر لا بُدَّ من الإشادة به لعدة أسباب.

أولها، تفوق السيتي على نفسه، لأنه خرج قبل عدة سنوات من ريال مدريد في نصف النهائي، وتمكن الآن من رد الثأر، إضافة إلى أن السماوي وصل إلى مرحلة بات فيها يتمتع بشخصية مميزة، وتمكن من فرض اسمه وسط أندية لديها تاريخ عريض مقارنة بالسيتي، الذي توقع البعض أن لا ينجح في فرض نفسه وهيبته وسط الكبار، لكن هيهات.

مانشستر سيتي يثبت أنه ماضٍ في طريق صحيح، سواء تمكن من تحقيق لقب دوري الأبطال هذا الموسم أو لا، إلا أن الكأس ذات الأذنين ستكون يوماً ما في خزينة الفريق، لأن تحقيق هذا اللقب ليس بالأمر السهل، ولن يحدث بين يوم وليلة، وشاهدنا أندية لها تاريخ عريق مثل يوفنتوس، ما زالت تعاني منذ عقود.

المميز في السماوي أنه أصبح يمتلك شخصيته، وبوصوله إلى ربع النهائي زادت فرصته هذا الموسم، نظراً لأن نظام البطولة مختلف، إذ تلعب المباريات بنظام لقاء واحد دون ذهاب وإياب، وهنا تكون جميع الحسابات مفتوحة، ويبدو أن بيب غوارديولا تعلم من دروس الموسم الماضي، وأصبح يلعب بواقعية، وهو ما شاهدناه أمام ريال مدريد.

لأن الفيلسوف الإسباني أكد أن مباريات دوري الأبطال لا تقبل الأخطاء، وكان لا بُدَّ من تلافي مسألة استقبال الأهداف بطريقة سهلة، واللعب بتوازن هو المطلب، لا سيما في مباريات الأدوار المفصلية، والآن الفريق أمام فرصة تاريخية للذهاب إلى النهائي، أمامه مواجهة ليست سهلة أمام ليون الفرنسي، لكن بمقدور السيتي المضي قدماً.

إخراج فريق بوزن ريال مدريد يعطي مانشستر سيتي فرصة كبيرة للذهاب بعيداً، كمجموعة وكفريق يعد حالياً الأقوى والأفضل، لكن أحياناً تكون هناك تفاصيل أخرى تساهم في حسم لقب دوري الأبطال، وبشكل عام وبعد التطور الذي نشاهده، يحق لنا أن نفخر بهذا الفريق وبهذا العمل الممنهج.