الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

اِبعد عن التشاؤم.. تكن بطلاً

«من احترقت بدايته أشرقت نهايته».. حكمة كنت -وما أزال- أضعها دوماً أمام عيني عندما تربكني مواقف الحياة، وأقول دائماً: «العظماء» يمرون بمفترقات طرق ليظهر لهم ذلك الجانب الخفي الأجمل منهم ولهم، ولا شرط أن تكون البداية في مراحل الطفولة المبكرة، بل ربما تكون هذه البداية في إحدى محطات ومواقف الحياة، وقصص الأنبياء حافلة بذلك، كقصة سيدنا يوسف عليه الصلاة والسلام، وقصة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

من هذا المنطلق أؤمن أنه لا يليق أن نتشاءم من سنة تزاحم الأحداث المؤلمة، ولأنني أكتب مما قرأت وسمعت وشاهدت، بل وعشته أحياناً، لذلك فقد نويت أن تكون كلماتي في هذا المقال إن شاء الله (للغفران) عن تلك الجائحة وعام 2020م، الذي علَّقنا عليه كل الخيبات والصدمات ولم نرَ جانبه المشرق، مع أننا لو تأملنا إيجابيات تجربة «كورونا» لوجدنا أنها لا تعد ولا تحصى، منها على سبيل المثال: التقارب الأسري -الذي نعيشه هذه الأيام- بعد التباعد الذي غزانا لسنوات مع وسائل التواصل الاجتماعي، وأيضا اهتمامنا بالتعقيم والنظافة أكثر، وإكمال مهام تأجلت لسنوات، وأمور أخرى عديدة.

حريٌّ بنا إذًا أن نحمد الله على مجريات الكون الذي رتَّبه لنا سبحانه بحكمته وقدرته وعلمه، لأننا في خضم الأزمات نكون في درجة الوعي المنخفض، ولا نعي أن الأيام دول، وأن التغيُّر مقبل لا محالة، وأن النهايات هي بدايات لفصل جديد وجيد في الحياة.. لذلك علينا تقدير قيمة الحياة والجمال من حولنا، وليكن كل واحد منّا هو المُخرج، المُبدع، وبطل قصة حياته.