الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

حلاوةُ العملِ الإنساني

أن تحصل على هدية أو مساعدة أو تشجيع أو دعم ومساندة في موقف ما، من أي شخصٍ كان، هو مصدر امتنانٍ وسعادةٍ وبهجةٍ لك، فتصور ردة الفعل هذه لدى الآخر، عندما تقوم أنت بدعمِهِ ومساعدتِهِ، حينها سيضاهي شعورك المقترن بالعطاء ذلك ويزيد أضعافاً، فللعطاء لذة ومتعة ورضى لا حدود له، هكذا خصَّنا الله دون مخلوقاته بالإنسانية، والتي يرتفع منسوبها كلما أسعدنا إنساناً أو أُناساً، وتزداد حلاوته كلما كان لوجه الله دون انتظار مقابل، وقد قال تعالى في سورة البقرة: «من ذا الذي يُقرِضُ الله قرضاً حسناً فيُضاعفه له أضعافاً كثيرة، والله يقبض ويبسط وإليه تُرجعون» آية (245).

من تذوَّق حلاوة العطاء من خلال عملٍ إنساني، واستمد السعادة من ابتسامةٍ رسمها على شفاه، أو نظرة تعبر عن الامتنان، أو من خلال دعوةٍ من القلب تتمنى له الخير، فإنه لن يفتأ في أن يسهم بالعمل الإنساني ما أمكنه ذلك، وسوف يبتدع الطرق والوسائل كي يقدِّم مساعداته، ويحصد السعادة المنعكسة من نظرات الآخرين عندما يقف إلى جانبهم.

قد لا يتفهم ذلك من اعتاد الأخذ دون أن يعطي، لكن العمل التطوعي والعمل الإنساني، كفيل بأن يقربه من هذا الشعور، وعندما يعرفه فسوف يفهمه ويألفه بل ويدمن عليه، فليتنا نربي أبناءنا على العمل الإنساني، حينها ستزيد المشاعر الإنسانية في المجتمع، فيصبح أكثر ترابطاً وتماسكاً، ولن يُقال فيه «انقطع الخير بين الناس»، وهو ما له بالغ الأثر في زرع الثقة ونزع الخوف أوالإحساس بالوَحشة أو الغربة.


اليوم 19 أغسطس، هو اليوم العالمي للعمل الإنساني، فاسعدوا، وأَسعدو من حولكم.