الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

ميسي الإماراتي

في خِضَمِّ انشغال العالم بالبحث عن لقاحات وعلاجات تقضي على فيروس كورونا وتُعيد الحياة إلى طبيعتها، فوجئ الناس، على مختلف ثقافاتهم وعاداتهم وهواياتهم، بخبر رغبة اللاعب الأرجنتيني ليونيل ميسي في ترك برشلونة والانتقال إلى فريق آخر.

هذا الخبر لم يشغل البرشلونيين وحدهم، بل أحزن عُشَّاق كرة القدم حول العالم، لأن محبي اللعبة الشعبية يرون انفصال «البرغوث» عن البرشا بمثابة تشويه لهوية النادي الكتالوني في عصره الحديث، فهذا اللاعب يُشكِّل أبرز علامات القوة من النواحي الفنية والتجارية والإعلامية.

ميسي ليس مُفكِّراً ولم يأتِ بنظريةٍ اجتماعيةٍ أو اقتصاديةٍ أو علميةٍ، فهو ليس صاحب نظرية العقد الاجتماعي، ولا التفكيكية والبنيوية ولا علاقة له بالنظريات النفسية، كما أنه لم يكتشف كيفية زراعة القلب مثل الدكتور كريستيان برنارد. أيضاً، ميسي ليس مخترعاً، فهو لم يخترع المصباح أو المذياع أو التلفزيون، ولم يكتشف الإنترنت وفوائده، لكن مع كل هذا، انشغل العالم بالخصام الذي وقع بينه وبين إدارة ناديه الحالي.

ميسي واحد من ملايين اللاعبين الذين يمارسون كرة القدم حول العالم، لكن سحره يختلف عن الآخرين، وتأثيره على الصغار والكبار لا يمكن إنكاره، فالموهبة الفريدة تصنع نفسها وتبني ركائز قوتها، ولأنه موهبة حقيقية وليس فقاعة إعلامية، نجح في كتابة سيرة عطرة وبنى له مواقع في قلوب عُشِّاقه ومنافسيه.

هل يمكن ظهور لاعب إماراتي بمستوى ميسي وتأثيره؟ الجواب: نعم. هل تتمكن الأندية الإماراتية من صقل موهبة لاعب محلي بمواصفات ميسي؟ الإجابة: نعم. هل تتمكن الأُسرة الإماراتية من صناعة نجم بمستوى البرغوث الأرجنتيني؟ نعم.

نعم، هي إجابتي الشخصية الناتجة عن قراءتي لبيئة كرة القدم المحلية، لأن البيئة يُمكن أن تصنع نجوماً إذا تم تغيير بعض سياسات العمل وأساليب الإعداد، ففِرق المراحل السِّنية الإماراتية فيها مواهب كثيرة تحمل سمات ميسي، لكن الفارق أن معظم هذه المواهب تتراجع فنياً مع توقيع أول عقودها الاحترافية.

عزيزي القارئ، إذا كانت إجابتك: لا، فيمكنك شرح الأسباب، لأننا في حاجة إلى اكتشاف نجم محلي مثل البرغوث يشغل العالم بإبداعه وفنونه وتأثيره.