الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

التقنية.. تصل إلى الدماغ

في 28 من أغسطس الماضي ظهر رجل الأعمال الأمريكي إلون موسك في عرض تسويقي لشركة تهدف لتطوير منتج يربط دماغ الإنسان بالحاسوب، هذه فكرة قديمة ظهرت في روايات الخيال العلمي والأفلام وقد تصل يوماً ما إلى مستوى ما عرضته الأفلام، لكن الآن التقنية ما زالت في بداياتها.

موسك نوه بأن عرضه التسويقي هدفه هو جلب المهارات للعمل في الشركة وتطوير التقنية، لكن كثير من الأفكار التي عرضها موسك أثارت نقاشاً لن ينتهي حول قضايا مختلفة، التقنية في بداياتها ستطور لحل حالات مستعصية مثل الشلل أو لاستخدامها في مساعدة من يعانون من الزهايمر أو الخرف، وشركة إلون ليست الوحيدة التي تعمل في هذا المجال لكنها بالتأكيد الأكثر صخباً.

إلون عرض كذلك احتمالات أخرى لهذه التقنية في حال نجحت في الوصول لمستوى متقدم، منها مثلاً تبادل الأفكار بين الناس دون كلام، تعلم لغة جديدة بتنزيلها إلى الدماغ، تسجيل الذكريات وإعادة تشغيلها، تنزيل هذه الذكريات إلى جسم جديد أو إلى روبوت!


هذا يذكرني برغبة بعض مطوري التقنيات في العيش إلى الأبد بالتخلص من الجسم البشري ورفع عقولهم إلى آلات وحواسيب يمكنها نسخ نفسها مرات عديدة، لكن دعونا لا نستعجل كل هذا، وضع قطعة حاسوب على الدماغ لا يعني الكثير اليوم، هناك مشكلة تفسير الإشارات التي تأتي من الدماغ، هناك كذلك مشكلة التأكد من أن التقنية تعمل بدون مشكلة طوال الوقت، هناك كذلك قضايا أخلاقية عديدة تستحق النقاش مثل الخصوصية، وليس هناك شيء أكثر خصوصية من الدماغ.