الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

سرعة العلم الخاطفة

لم يعد إثبات حالة التسارع التي تعيشها حركة التقدم العلمي يحتاج لأكثر من عودة للذاكرة القريبة، لنرى كيف كانت التكنولوجيا قبل عقدين من الزمن، وكيف أصبحت اليوم؟

إن الدراسات العلمية والبرامج الوثائقية التي تتحدث عن الطفرة العلمية لا يتم إنتاجها وإذاعتها عادة، إلا وقد تجاوزتها حركة الابتكارات المتسارعة، وقد بات باستطاعة أي شخص باحث عن الدهشة الشخصية، استعراض مسلسل التعامل اليومي مع الآلات التي كنا، وما نزال، نستخدمها في حياتنا، مثل: الهواتف المحمولة وشاشات التلفاز وأجهزة الكمبيوتر، وألعاب الفيديو.. إلخ، لإدراك مدى سحر هذه المعدات التي سابقت الزمن، وشهدت تطوراً لم يكن يخطر حتى على بال بشر.

وللتدليل على سرعة تطور إنتاج العقول البشرية، يمكن الوقوف فقط أمام مفارقة أخرى بدأت ملامحها مطلع التسعينيات من القرن الماضي مع حديث الإعلام العربي عن الشبكة العنكبوتية «الإنترنت»، التي كانت في بدايتها وقيل إنها ستقتحم كل شيء في حياتنا، وكان يُنظر إليها آنذاك كضرب من الخيال ونوع من الشطح العلمي، الذي لم يكن معظم الناس قادرين على فك شفراته المعقدة، في الوقت الذي وصل فيه هذا المجال من التطور، يومنا هذا، إلى الدرجة التي يعلن فيها فريق بحثي في جامعة لندن عن تسجيل رقم قياسي جديد لمعدل نقل بيانات الإنترنت، التي وصلت إلى 178 تيرابايت في الثانية، وهي السرعة التي تتيح تنزيل كل الأفلام والمسلسلات على «نتفليكس» خلال أقل من ثانية»!


وفي ملمح آخر من ملامح المستقبل الذي يشبه تماماً في شكله الحديث، ما يتم تداوله عن الحياة على المريخ وخوارق علم الاستنساخ، ضجّت وسائل الإعلام حول العالم خلال الأيام الماضية بخبر جديد حمل معه دفعة إضافية من مزيج الاستغراب والدهشة وأحياناً، التشكيك الذي ينتاب البشرية تجاه مستقبلها الغامض.


ذلك الحدث الذي يضاف لقائمة طويلة من ملامح المستقبل البشري الذي يبدأ بالذكاء الاصطناعي، ولا ينتهي عند الروبوتات الخارقة، تمثّل في إعلان شركة «نورالينك»، عن شريحة ذكية يمكن أن تكون همزة الوصل بين العقل البشري والذكاء الاصطناعي وأجهزة الكمبيوتر، وهو ما يعني أن هذه الشرائح في حال كُتب لها النجاح، ستزيل الفوارق بين الإنسان والآلة، وستنتج إنساناً آلياً شبيهاً بما صوّرته لنا أفلام الخيال العلمي.