الثلاثاء - 16 أبريل 2024
الثلاثاء - 16 أبريل 2024

أجندة الأمم المتحدة.. لا تكفي

يبدأ التاريخ مع بدء الكتابة، وما قبل ذلك تعارفنا على تسميته: ما قبل التاريخ، ولأن الكتابة انطلقت من هنا، أي من منطقتنا العربية، سواء مع السومريين الذين اخترعوها، أو مع السوريين الذين اخترعوا الأبجدية في مدينة أوغاريت «رأس شمرة» في سوريا، فحولوا الكتابة من رموز يعبر كل منها عن معنى، إلى حروف تُعبر عن الأصوات، وبإشعاعٍ من منطقتنا انتشرت الكتابة والتدوين في أرجاء العالم.

لكن الظروف في الماضي لم تكن تشترط إجادة القراءة والكتابة لكل المهن، بل كانت الكتابة هي إحدى المهن، ولكن بعد أن تقدمت الإنسانية عبر مئات السنين، تغيرت الحياة ومتطلباتها، وصار على المرء أن يعرف هاتين المهارتين «القراءة والكتابة» لخوض أي مهنة، ومتابعة تطورها وكل ما هو جديد في هذه المهنة أو تلك.

وكانت اليونسكو قد أعلنت في دورتها الـ14 في مؤتمرها الذي عُقد في أكتوبر 1966، يوم 8 سبتمر من كل عام يوماً دولياً لمحو الأمية، وفي سبتمبر 2015، اعتمد قادة العالم في قمة أممية تاريخية، أهداف التنمية المستدامة الـ17 لخطة التنمية المستدامة لعام 2030، فيما يسمى بأجندة الأمم المتحدة، وتحدد «التعليم الجيد» كهدف رابع بعد «مكافحة الفقر»، و«القضاء على الجوع» و«الصحة الجيدة»، وأرى أن التعليم يأتي قبلها، إذ لا يمكننا تحقيق جميع الأهداف إلا بالتعليم، الذي به ترتقي الأمم.


اليوم، تعددت أنواع الأمية بعد أن تعددت جوانب الحياة الأساسية، فهل نمحو أمية الكتابة أم الكمبيوتر أم التكنولوجيا أم التغذية أم الفن؟ أجندة الأمم المتحدة لا تكفي لتنمية البشرية في 10 أعوام مقبلة.